أعلن مجمع البحوث الإسلامية، أعلى سلطة دينية إسلامية في مصر، في اجتماع أمس برئاسة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، صدمته من تصريحات سكرتير المجمع المقدس في الكنيسة القبطية الأنبا بيشوي المشككة في بعض آيات القرآن الكريم، ودعا إلى التهدئة واحترام العقائد.

Ad

جاء ذلك بعد أن سيطرت حال من الغضب والاحتقان أمس الأول (الجمعة) على منابر مساجد القاهرة والمحافظات المصرية خلال الخطب، إذ خرج نحو 2000 مصل من شباب السلفيين في الإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم عقب الصلاة، مطالبين بعزل بطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة والأنبا بيشوي معاً، بينما نفت مصادر كنسية علمها بتوقيع أي عقوبة على بيشوي الذي يعد الرجل الثاني في الكنيسة.

وأكد البيان الذي صدر عن "مجمع البحوث" وحصلت "الجريدة" على نسخة منه، أن المجمع "قد صُدِم بما نُشِر أخيراً منسوباً إلى أحد كبار الكنيسة الأرثوذكسية من طعن على القرآن وتزييف على علماء المسلمين، الأمر الذي أثار غضب جموع المسلمين في مصر وخارجها، واستنكار عقلاء المسيحيين في مصر".

وقال البيان: "هذه التصرفات غير المسؤولة تهدد في المقام الأول الوحدة الوطنية، بينما نحن في أشد الحاجة إلى صيانتها ودعمها، والمجمع ينبه إلى أن هذه التجاوزات تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، ممّا يوجب على أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية الوطنية وأن يراجعوا أنفسهم".

وأشار البيان الى أن "رفض مجمع البحوث الإسلامية هذه التصرفات غير المسؤولة، ينبع أولاً من حرصه على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التي يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التي تهدد أمن الوطن واستقراره".

وشدد البيان على أنه "إذا كان عقلاء العالم استنكروا باستهجان شديد إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم، فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدي لأي محاولة تسيء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، كما أنهم مطالبون باليقظة وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن مصر وسلامتها واستقرارها، ويعتبرون أن العقائد الدينية للمصريين جميعاً خط أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد".

وفي محاولة من الكنيسة لاحتواء الأزمة، سارع البابا شنودة الثالث إلى تسجيل حوار في التلفزيون الرسمي المصري سيُذاع مساء اليوم (الأحد) في محاولة للتهدئة.