شنودة: القبطي لا يحمل سلاحاً إلّا للدفاع عن الدولة
دخل السجال بين المسلمين والأقباط أمس، مرحلة حرجة بشأن تسلّح الأقباط واعتبارهم المسلمين ضيوفاً عليهم، فرغم تأكيد البابا شنودة -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- أن المواطن القبطي لا يحمل سلاحاً إلا إذا كان يخدم في الشرطة أو في القوات المسلحة، أصر المفكر الإسلامي الموصوف بـ"المستنير" محمد سليم العوا على تأكيد تصريحات سابقة أوحى خلالها وبشكل غير مباشر، بأن الأقباط يخزّنون الأسلحة في الكنائس "استعداداً لمواجهة محتملة مع المسلمين"، وأن بعض رجال الكنيسة يعدون العدة لذلك.فقد نفى البابا شنودة الثالث، في الجزء الثاني من حديثه للتلفزيون المصري، الذي أُذيع مساء أمس الأول، ما تردد عن وجود أسلحة في الكنائس، مشيراً إلى أن هذا الموضوع تتم إثارته بين حين وآخر من دون أي دليل، مؤكداً أنه "من غير المعقول أن تدخل الأسلحة الكنائس والدولة لا تعلم، رغم أن الكنائس مفتوحة ويدخلها الجميع من دون عائق".
ورداً على سؤال عن مصير السيدة القبطية وفاء قسطنطين التي قيل إنها أسلمت قبل 7 أعوام، قال البابا: "إثارة موضوع وفاء قسطنطين الآن أمر مستغرب، خصوصا أن النائب العام نفسه أعلن أنها قالت: أنا مسيحية وسأعيش مسيحية وسأموت مسيحية"، مؤكداً أنها "مازالت حية وهي إنسانة مسيحية وتمارس كل واجبات العبادة المسيحية على أكمل وجه".وأضاف: "هناك من ردد أن الأقباط ذبحوها"، وأبدى تعجبه من ذلك متسائلاً: "أين مصلحتنا في ذبح إنسانة وقتلها؟". أما العوا، فأكد، في مقال نشرته جريدة "المصري اليوم" أمس، أنه يُصر على تصريحات سابقة اتهم فيها الكنيسه تلميحاً بحيازة أسلحة، وأن بعض رجالها يعدون لحرب ضد المسلمين. وقال: "لاأزال عند كل كلمة قلتها"، مشيراً إلى ما قاله الأسبوع الماضي في برنامج أذاعته قناة "الجزيرة"، وجاء فيه أن "السلاح الذي يأتي به القبطي لكي يخزنه في الكنيسة لا معنى له إلا أنه استعداد لاستعماله ضد المسلمين"، قائلاً إن "إسرائيل في قلب القضية القبطية منذ زمن طويل".وتساءل العوا في مقاله عن "إخفاء البابا حقيقة الحوارات" التي أجراها معه شخصياً منذ سنوات، رداً على اتهام البابا له بأنه لم يُقِم حواراً مع الكنيسة. ورد العوا قائلاً: "لا أحب تذكيره بالحوارات المتعددة معه شخصياً، والتي كان بعضها بناء على دعوته المباشرة يوم 6 يونيو 1991 لمدة تزيد على الساعتين". وحمَّل العوا البابا شنودة مسؤولية "انتشار فكرة أن المسلمين ضيوف على الأقباط في مصر"، والتي رددها الأنبا بيشوي وأثارت جدلاً الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن البابا نفسه قبل أن يحصل على اللقب البابوي كتب في مجلة "مدارس الأحد" الكنسية في عددها الصادر يوم 1 يناير 1951 يقول: "إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا في مصر"، مشيراً إلى أن المعنى المتضمن هو أن المسلمين ضيوف، رافضاً "دفوع البابا عن أخطاء" مساعده الأنبا بيشوي.في السياق، أكد وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب في ندوة أُقيمت أمس الأول، في مؤسسة "ساقية الصاوي" الثقافية على ضرورة احترام الدين وتقديسه "لكن لا نتحول إلى دولة دينية"، مشيرا الى ان "مصر دولة مدنية دينها الإسلام لأنه عقيدة الأغلبية من سكانها، والبابا شنودة يقول ذلك ولا تفرقة بين المسلم والمسيحي واللغة العربية لغتها الرسمية والشريعة الإسلامية هي أصل التشريع المصري في الأحوال الشخصية فقط، والأقباط يرجعون إلى الشريعة المسيحية".وأضاف: "وزارة العدل انتهت من قانون الأحوال الشخصية للأقباط، وسيُعرض على البرلمان في الدورة المقبلة".