الحريري رداً على نصرالله: لا أحد يحدد لي إلى أين أذهب ولست أنا من يحمل السكين

نشر في 05-09-2010 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2010 | 00:01
• اتصال هاتفي بين بري والحريري إثر خطاب نصرالله

• «يونيفيل»: تنتظر التحقيقات لتحديد طبيعة انفجارات الشهابية
تشهد الساحة السياسية في لبنان حرباً كلامية بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة سعد الحريري، على خلفية اشتباكات برج أبي حيدر التي وقعت بين "حزب الله" و"الأحباش" منذ أيام.

ردّ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال إفطار أقامه على شرف عائلات وفعاليات عكار أمس الأول، على خطاب أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله،  دون أن يسميه بالقول: «لا أحد يحدد لي إلى أين أذهب، ولست أنا من يحمل السكين، فأنا لا أعرف أن أحمل سكيناً، بل أحمل قلماً وأعطي كتاباً وأعلّم أناساً، أنا ابن رفيق الحريري رجل الدولة الأول».

وأكد الحريري أنّ «بيروت هي لكل اللبنانيين، لكنها ليست عُرضة للسلاح ولأن تنتهك بيوت الناس فيها (...) فهل المطلوب حين تصبح بيوت الناس وممتلكاتهم عرضة للانتهاك أن نقف متفرجين دون أن يكون لنا الحق بإبداء الرأي أو الكلام؟ (...) فلنتواضع قليلاً وننزل إلى الأرض وننظر إلى مشاكل الناس (...) أما أن تقع المشاكل على الأرض وممنوع الكلام حولها فهذا أمر غير مقبول، ولا يزايدنّ أحد علينا في هذا الشأن أو يقول لنا ما علينا أن نقول».

أما في ما خص ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقد برزت طمأنة رئيس الحكومة «الأوفياء لقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري» إلى أن «العدالة والحقيقة ستأتيان عبر المحكمة الدولية قريباً إن شاء الله».

 وكان نصرالله هاجم الحريري خلال كلمة ألقاها أمس الأول، بمناسبة «يوم القدس»، على خلفية مواقف الحريري الشاجبة للاشتباكات التي جرت بين عناصر «حزب الله» و»الأحباش» في منطقة برج أبي حيدر ومحيطها. فتحت عنوان «العتب» على بعض المواقف في أعقاب الاشتباكات، قال نصر الله ان البعض

»وضع على السكين ملحاً وحركها في داخل الجرح، وهذا ليس تصرف لا رجال الدولة ولا رجال السياسة ولا حتى رؤساء أحزاب».

وقال نصرالله: «أحب ان أعبّر عن مشاعري للذين أخطأوا في هذه الايام بعد الحادثة (برج ابي حيدر) ولم يعالجوها بشكل جيد. بعضهم لا نعتب عليه، لكن البعض الآخر نعتب عليه. أقول له انت لم تأت وتضع ملحاً في الجرح. أنت جئت ووضعت على السكين ملحا ووضعت سكينك في قلبنا واخذت تحركها». وأضاف: «ليس بهذه الطريقة تعالج القضايا الخطرة والحساسة في البلد. ليس هكذا يتصرف رجال الدولة ولا رجال السياسة ولا قادة أحزاب». واعتبر ان هناك «منهجية خاطئة في مقاربة ملف السلاح»، الذي قال انه «ملف شائك (...) قبل ان يخلق كثيرون منا».

وانتقد القول انه تمّ تشكيل لجنة لبحث موضوع السلاح في بيروت وانه سيجري تحدي من يقف في وجه قرارتها، في إشارة الى ما كان أعلنه الحريري.

وذكرت مصادر أمس، أنَّ اتصالاً هاتفياً حصل بين الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري إثر كلام الأمين العام لـ»حزب الله» ورد الحريري عليه.

وأشارت المصادر الى أنَّ الرئيس بري يعمل على تقريب وجهات النظر وخفض منسوب التوتر بين الحريري ونصرالله.

حريق الشهابية

في غضون ذلك، هز بلدة الشهابية شرق صور أمس الأول، انفجار نتج عن حريق في مبنى قيد الإنشاء مؤلف من ثلاث طبقات تخللته سلسلة انفجارات متتالية تضاربت الأنباء الواردة حول طبيعتها.

ورجحت المعلومات الميدانية أن يكون الحريق وقع في مخزن أسلحة تابعة لـ»حزب الله» وأدى الى انفجار ذخائر فيه، وهو ما تقاطعت في تأكيده الوكالة الوطنية التي أشارت إلى أن دوي الانفجارات سمع على بعد نحو 30 كلم من مكان وقوعها في الشهابية، ووكالة «رويترز» التي نقلت عن مصدر أمني إفادته عن «انفجار 8 قذائف صاروخية وبعض القنابل اليدوية وعبوتي غاز جراء حريق مبنى الشهابية».

وأفادت مصادر مطّلعة بأنّ المنزل الذي اندلع فيه الحريق تعود ملكيته للمواطن أحمد س. من الشهابية، وقد حضر عناصر جهاز أمن «حزب الله» فور وقع الحادث إلى المكان وفرضوا طوقاً أمنياً حوله ومنعوا الإعلاميين وكل شخص خارج إطار كوادر وعناصر الحزب من الاقتراب من الموقع.

ومنع عناصر الحزب الصحافيين من التقاط أي صور للحادث، وعمدوا إلى مصادرة كاميرات بعض المراسلين الصحافيين واطلعوا على مضمون الأشرطة المصورة بداخلها.

وأكد المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «يونيفيل» نيراج سنيغ أمس، أن «القوة الدولية تنتظر نتائج تحقيقاتها لتحدد طبيعة الانفجارات التي وقعت في جنوب لبنان، علماً أنّه المؤكد حتى الآن هو أن حريقاً شب في موقع الحادث» في الشهابية، موضحاً أنّه «وبمعزلٍ عن حقيقة أنّ حريقاً شبّ في المكان، فإنه بانتظار الحصول على النتائج من المحققين لا يمكن تأكيد أيّ شيء».

سينغ، وفي حديث لوكالة «فرانس برس»، قال: «أجرينا تحقيقات إضافية في موقع الحادث، والحصول على ردٍّ من المحققين سيستلزم بعض الوقت»، نافياً في الوقت عينه «تقارير إعلاميّة تحدثت عن منع اليونيفيل من الوصول إلى المكان»، وأوضح أن «قائد القطاع الغربي دخل إلى المنزل وهناك تعاون بشكل جيّد مع الجيش اللبناني».

back to top