فارعة ومجموعتها الرائعة
مساء الجمعة الماضي كان موعداً مع الفرح والإبداع وأكثر بكثير من الحد الأدنى."تسعى "لوياك" إلى إيجاد فرص مميزة للشباب تطور شخصياتهم، تكشف عن قدراتهم الإبداعية بهدف خلق جيل من القادة عالي الفاعلية"، وهكذا كان.
كانت ليلة في ربوع القمر وحضن الهواء النقي الطري الذي افتقدناه منذ زمن أو هكذا كنا نظن.عشنا في ساعة، اختصاراً لعبق سمرقند وامتداد أصفهان، فكانت مسرحية عمر الخيام نزيلاً جديداً ووليداً غير مرتقب: من لم يقرأ رواية سمرقند لأمين معلوف فقد فاته الكثير من المتعة والترحال عبر الأفق البعيد، ومن لم يشاهد مسرحية عمر الخيام المأخوذة عن الرواية فقد فاته الكثير من الفرح الرحب بذلك الشباب الجميل الذي تمكن من أن يخترق الحصار المطبق وحالة الوجوم القائمة. استحضرت المسرحية باقتدار شخوص التاريخ - الرواية من عمر الخيام إلى حسن الصباح إلى نظام الملك إلى نورهان بإسقاطات مبدعة وتكييف رقيق أجادت بها فارعة السقاف. ولعل المشاهد يستطيع دون تعب إن أراد أن يستدعي إسقاطات العمل المسرحي دون حاجة إلى إتعاب الذهن على الوضع القائم الحاضر إن محلياً أو إقليمياً أو دولياً.شكراً لمن أبدعوا بدءاً من عبدالله السيف وعبدالله الحسن وزينة شمس وفهد محمد وإبراهيم نيروز ومشاري الطبطبائي وفيصل مصطفى وشيرين حجي ويعقوب رزوقي وعلي الصايغ وسعيد السعدون وقمر حمد ومريم الخضري وزينة وراوية ورانيا عزو وحصة الصباح وبشاير السالم وعبدالرحمن العيسى، وكذلك المخرج الفنان إبراهيم مزنر بلمساته الرائعة والملابس التي أضافت رونقاً لا يبارى. ولا بد من العرفان لفريق الإنتاج الفني من نادية السقاف إلى علي محسن إلى أحمد نصار إلى علي الصايغ وأمل وسلوى معزوز وخالد العامر.وقبل هذا وذاك إلى المبدعة التي استطاعت أن تجمع كل هذه الطاقات إلى عمل فني راق فارعة السقاف، فاستحقت أن نطلق عليها فارعة ومجموعتها الرائعة.يبقى أن نتساءل عن دعم الحكومة وتبنيها لمثل هذه الجهود الطوعية التي تسد فراغاً قاتلاً يعانيه الشباب؟!فالفريق الفني ومؤسسة لوياك برمتها في حاجة إلى مسرح حقيقي، لكي يتمكنوا من تقديم المزيد من تلك الأعمال الرائعة، خاصة أننا مقبلون على خطة تنمية لا ندري أين اتجاهها، تركيزها على شوارع وطرق وجسور ومبان، فهل يجد هؤلاء الشباب لهم مكاناً ما في أذهان المخططين، أم أننا سنظل ندور في حلقة مفرغة يكون نتاجها "الموت من القهر"؟