بعد لقائه في دمشق أمس الأول، الرئيس السوري بشار الأسد، ونقله رسالة مفادها أن «الرئيس الأسد يحمل كل مودة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورغبة في التعاون معه»، زار أمس، رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وبحث معه الأوضاع العامة وآخر المستجدات الداخلية، وخصوصاً الحكومية منها. كما أطلع الرئيس سليمان على أجواء محادثاته مع الرئيس الأسد.

Ad

وكان سليمان أكد أمس الأول، أنه «علينا اليوم أن نؤسس للجمهوريّة الثالثة»، قائلاً: «كلبنانيين، ومنذ عام 2008 بتنا مسؤولين عن إدارة شؤون لبنان، بعد كل ما اعترض مسيرته الديمقراطية على مدى أربعين عاماً وحال تالياً دون إدارة شؤوننا بأنفسنا»، مشدداً على «ضرورة إنجاح التجربة اللبنانيّة التعدديّة التي تُميّز لبنان عن سائر الدول من خلال المشاركة الإلزاميّة للطوائف كافة في الحياة السياسيّة»، ومعتبراً أن «هذه التجربة باتت حاجة عالمية مع تفاقم مظاهر العنصرية في العالم».

وشدد سليمان خلال لقاء الجالية اللبنانية في لوزان قبل اختتام زيارته لسويسرا، حيث شارك في القمة 13 للفرنكفونية، على أن «ما نريده هو التأسيس للبنان ديمقراطي وحديث ومتطوّر ودولة مدنيّة»، لافتاً إلى «وجوب استكمال تطبيق الطائف وإلى إصلاح القوانين على الصعد كافة، ولاسيما قانون الانتخاب عبر اعتماد النسبية وتوسيع الدوائر الانتخابية للخروج من الطائفية الضيقة».

ورأى سليمان أنّ «صمود لبنان يرتكز على ثلاثة بنود أساسية، الأول تنفيذ القرار 1701 وإلزام إسرائيل تنفيذ كامل بنوده، والثاني، الحفاظ على الوحدة الوطنية وقطع اليد التي تمتد لإثارة الفتنة في لبنان مهما كان نوعها، مذهبية أو طائفية أو غير ذلك، أما البند الثالث فهو ما يتمثل في التنمية الاقتصادية التي تمكن المواطن من الصمود حتى تحقيق الحلّ السلمي».

إلى ذلك، قال جنبلاط في مقاله الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي"، إن زيارته لدمشق "كانت ناجحة وممتازة واتسمت بالود المتبادل والصراحة الكاملة". وأضاف: "كان الاجتماع مناسبة أيضاً لمتابعة مفاعيل القمة الثلاثية التي حصلت في لبنان خلال فصل الصيف الفائت، والقمة السورية- السعودية الأخيرة في الرياض، والتي تبقى تشكل مظلّة عربية لحماية لبنان، فضلاً عن أهمية تعزيز التنسيق السياسي- الأمني اللبناني- السوري".

وتابع جنبلاط: "كانت الآراء متفقة أيضاً على أن نجاح العلاقات السورية- السعودية واستمرار تواصلها وتفاعلها الإيجابي قد يسبب انزعاجاً لقوى ودول وأطراف أخرى لن تتأخر عن السعي إلى التشويش عليها وتخريبها في أكثر من مجال وأكثر من موقع"، لافتاً إلى "أهمية أن يعي لبنان مخاطر الانزلاق إلى المشاركة في مسار تخريب العلاقات السورية- السعودية، بدلاً من الاستفادة القصوى من هذه القناة المفتوحة، التي تدفع الأمور إيجاباً في لبنان، ولديها كل الحرص على حماية الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقرار الداخلي والسلم الأهلي".

إلى ذلك، أكد عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب عقاب صقر أمس، أنَّه «لن يكون هناك توقف عند كلام رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري»، الذي صرّح به منذ أيام، مشدداً على «وجوب أن يكون هناك توضيح من قبل القيادة السورية لهذا الكلام».