دول التعاون... والمسار الكويتي
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
وأذكر أيضاً «وثيقة الكويت» المطروحة عام 2006, التي مثلت الخطوط العريضة لاستراتيجية التحرك المستقبلي وطرح مرئيات المنظومة الخليجية على المدى الطويل، والتي قدمتها دولة الكويت في القمة التشاورية في الرياض بتاريخ 6 مايو 2006، وتناولت خطة العمل المقترحة لمواجهة التحديات الراهنة- آنذاك- في الشق السياسي منها دعم الجهود بشأن دعوة دول المجلس إلى التمسك بالحوار، وصياغة موقف سياسي مشترك كوسيلة لنزع فتيل الأزمات بأنواعها، والاستعداد لضمان تدفق النفط إلى الأسواق العالمية إذا تعرض «لا قدر الله» بعض المنافذ للإغلاق.بالإضافة إلى السعي لتحصين دول المجلس من أي انعكاسات طائفية قد تنجم عن ذلك، والتعاطي المباشر مع القضية الفلسطينية عن طريق دعوة الأطراف الدولية الفاعلة والراعية لعملية السلام، وحث حركة «حماس» باعتبارها الحكومة الشرعية على إبداء حسن النوايا، واعتماد المنهج السلمي للعمل السياسي وتطوير سياسة إعلامية لمواجهة الإرهاب.أما في ما يخص البعد الاقتصادي فتناولت الوثيقة حث دول المجلس على ضرورة استغلال جزء من الفوائض النفطية لتعزيز هياكل الإنتاج وخلق فرص العمل لأبناء دول المجلس استمراراً للنهج الاقتصادي الذي تعزز من خلال فترة الرئاسة الدورية لدولة الكويت التي تسلمتها عام 2003، والتي حرصت الكويت خلالها على دعم الموقف التفاوضي لدول المجلس أمام التكتلات الاقتصادية المختلفة، وأصبح إدراج موضوع إقامة مناطق تجارة حرة في سلم أولويات أجندة دول المجلس والكويت معاً.واليوم في ظل رئاسة الكويت لمنظومة الرئاسة الدورية مرة أخرى، أصبح من المتوقع منها استكمال الدور الذي ابتدأته برؤية اقتصادية تنموية، وذلك تماشياً مع سعي دول الخليج كافة إلى تنفيذ خططها التنموية واستعادة جاذبيتها الاقتصادية, فقد آن الأوان أن يصبح «المواطن الخليجي» محور اهتمامها، لذا فعليها الحرص على توفير الخدمات التعليمية والصحية ذات الجودة العالية وبمعايير دولية عبر إزالة القيود المعرقلة للمشاريع التعليمية الخاصة، وإزالة القيود المعرفية عبر دعم مبادرة توفير خدمات الإنترنت لجميع مواطني دول التعاون، وتسهيل الفرص التجارية أمام المواطن الخليجي، واستحداث معايير للمشاريع الجيدة ودعمها, وتعزيز حرية الرأي عبر الوسائل الإعلامية بأنواعها، وتشجيع مساهمة المرأة في المؤسسات التشريعية, وإشراك المواطن الخليجي في الخطط التنموية... وللحديث بقية! كلمة أخيرة...باقة ورد إلى الكاتب فهد العليوة والمخرج محمد الشمري على العمل الدرامي الرمضاني الرائع «ساهر الليل».وكلمة أخرى...عندما يقوم رجل الأمن بواجبه... يبث الخبر بالاسم الثلاثي للضابط والملازم والمرافق إلخ... وعندما قام طبيب كويتي بعملية جراحية نادرة في الأسبوع الماضي... بُثَّ الخبر دون ذكر اسم الطبيب! نرجو من وكالة الأنباء حماية، بل تسويق، المبدع الكويتي بجميع اللغات.