الفلافل كباب فقراء غزة في رمضان... وفتة الحمص منسفهم
في شارع عمر المختار الرئيسي في مدينة غزة، يقف الفلسطيني أبو تامر الذي أشرف على نهاية عقده الرابع، وسط طابور طويل أمام أحد المطاعم للحصول على وجبة إفطار لعائلته من الحمص وبعض أقراص الفلافل.ويعتمد الآلاف من الغزيين الذين نخر الفقر عظامهم في ظل تفشي البطالة، في وجباتهم الغذائية على "الحمص والفول والفلافل" لزهد ثمنها في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء.
ويقول أبو تامر الذي تعطلت أعماله في مجال البناء منذ سنوات بسبب الحصار، ويعول اسرة مكونة من ثمانية افراد، لـ"الجريدة"، "لا أقدر على تحضير وجبة افطار لعائلتي من اللحوم (...) أسعارها جنونية"، وأضاف بألم "يوم تحضير وجبة طعام من اللحم يكون بمنزلة عرس في البيت"، وفق تعبيره.ويطلق الغزيون الذين يصطفون طوابير طويلة قبيل موعد الإفطار بساعات أمام المطاعم، على أقراص الفلافل "كباب"، بينما يطلقون على فتة الحمص "منسف"، في إشارة الى تردي الأوضاع المعيشية في الجيب الساحلي الصغير الذي يقطنه مليون ونصف المليون نسمة، وتدير شؤونه حركة حماس. ويقول رأفت وهو موظف في سلطة حماس ويتقاضى راتبا شهريا لا يزيد على ألف شيكل نحو (250 دولارا) لـ"الجريدة"، "عادة ما أجمع أطفالي مساء الخميس وأبلغهم بأن هناك مرضا اكتشف في الدجاج للتملص من شرائه"، وأضاف بسخرية"بعدما أبلغتهم بمرض الدجاج طلبوا مني شراء وجبة كباب".ويشير رأفت الذي يعول أسرة مكونة من سبعة أفراد، إلى تدهور الأوضاع الصحية لأطفاله، خاصة أن غذاءهم يعتمد على البقوليات، بعيدا عن اللحوم والأجبان، بسبب أسعارها المرتفعة. وارتفع سعر كيلو الدجاج في غزة الى 14 شيكلا في شهر رمضان، بينما يبلغ سعر الكيلو من اللحوم الحمراء 55 شيكلا.وأظهرت دراسة أخيراً أعدتها جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية أن 52 في المئة من أطفال القطاع مصابون بفقر الدم والأنيميا، ونقص شديد في عناصر الفسفور والكالسيوم والزنك.وأرجع اطباء مختصون في غزة أسباب ذلك إلى تغيير العادات الغذائية للأسر الغزية التي تعاني الفقر والبطالة، ونقص المواد الغذائية الطازجة، خاصة اللحوم والأسماك والجبن والبيض والحليب.