خطاب الامير في الصميم


حدد أمير البلاد سمو الشيخ صباح الأحمد في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من رمضان مكامن الخطر والفرقة، ووضع أيضاً الإعلام أمام مسؤولياته لما يمثله من دور كبير في توجيه الرأي العام، فكان سموه واضحاً كل الوضوح في شرح كل ما يثير الفتن بين المواطنين أو يسيء لعلاقة الكويت مع الدول الشقيقة والصديقة.

قال الله تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» (الأعراف 199)، وقال تعالى: «ادْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ» (المؤمنون- 96)، وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: «إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضلٌ على عجمي إلا بالتقوى».

خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بمناسبة العشر الأواخر من رمضان المبارك لأبنائه وإخوانه المواطنين، سار في منهاج الدين النصيحة، وفي فلك الوحدة الوطنية التي تحتاج منا جميعا إلى أن نقف ضد من ينال منها.

لقد حدد سموه مكامن الخطر والتفرقة، ووضع أيضاً الإعلام أمام مسؤولياته لما يمثله من دور كبير في توجيه الرأي العام، فكان سموه واضحاً كل الوضوح في شرح كل ما يثير الفتن بين المواطنين أو يسيء إلى علاقة الكويت مع الدول الشقيقة والصديقة.

لفت الأنظار إليهما مساران أحدهما شاق وطويل يبذل في سبيله الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى غاية الرضا ومنهجه نكران الذات, والآخر فسهل ومتاح لضعاف النفوس والفارقين، وهم من ينطبق عليهم مثل «خالف تعرف»، وتلك الشخصيات لن يخلو منها زمان أو مكان... وعلى الرغم من قلتهم فإن نجاحهم في لفت الأنظار سيستمر.

المجتمعات تقاد عادة من النخب وعوام الناس تسير وتدور في فلكهم، ولتقريب الفكرة سأذكر لكم قصة يعود تاريخها إلى أيام الحرب الأهلية اللبنانية، ذكرها لي صديق سنّي لبناني عايش أحداثها، إذ كان يسكن في منطقة يتنازع عليها المسلمون السنّة وإخواننا من النصارى، وقد مستهم الحرب كما مست غيرهم، إلا أن صديقي لم يفهم أسباب تلك الحرب لأن المقاتلين يعرف بعضهم بعضا وتربطهم علاقة الزمالة في مقاعد الدراسة والجيرة، ومع هذا كانوا يحملون السلاح ضد بعض، والغريب أنهم في وقت الهدنة يجلسون يشربون القهوة في نفس المقاهي، ويتسوقون حاجاتهم من نفس الدكاكين.

طبعاً الإجابة كانت سهلة: النخبة فاسدة وتريد مصالحها مستغلةً احتياجات الإنسان البسيط... وما صار في لبنان بدأ من النخبة، فتخيل الحال لو قاد الرعاع المجتمع.

اليوم سمو الأمير حفظه الله، تكلم كمسؤول حمل نفس المواطن الأب والأخ، وشخَّص الداء، ووصف الدواء، فهل تعي النخب وغير النخب حجم المسؤولية التي يحملونها أمام الله والوطن ليجنبونا صراعا لا ناقة لنا فيه ولا جمل؟

أخيراً تقبل الله صيامنا وصيامكم... وبارك لنا في عيد الفطر وأعاده الله علينا بكل خير، ودمتم سالمين.