زمن التعبئة الاعلامية

نشر في 05-10-2010
آخر تحديث 05-10-2010 | 00:00
 د. ندى سليمان المطوع في الماضي كانت المدرسة الإعلامية العربية مقياسا للتقييم, وفي دول الخليج كانت الكويت مثالا لدورها القيادي في حرية تداول المادة الإعلامية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، واليوم، وفي ظل العولمة وتزايد عدد الجماهير وانخفاض تكلفة البث، تتباين ردود فعل وسائل الإعلام من حيث التعامل مع الأزمات الإعلامية. ما الضوابط التي يضعها الإعلام لنفسه حتى يستطيع أن يقدم مخرجات جيدة وذات مصداقية؟ وهل تستطيع وسائل الإعلام أن تسير في طريق الموضوعية والاستقلالية؟

فقد نجح الإعلام الفضائي في أن يكون مصدرا من مصادر المعلومات في كل المجالات، وعلى الرغم من صعوبة تحديد وقياس فائدة تلك المعلومات فإنها مؤشر مهم للباحثين في قياس أدوات ومعايير الإعلام في العالم العربي، وللرسالة الإعلامية اليوم دور في إحداث تحولات سياسية واجتماعية، إيجابيه وسلبية.

عشرات الأسئلة تراودنا في ظل الأزمات المتعددة التي بعضها «محلي الصنع والنشأة» والبعض الآخر «مستورد من الخارج»، ابتدأت بفعل ورد فعل سياسي, وتبعتها تصريحات نارية من أقطاب برلمانية متناحرة، وتبادل في الأدوار، وتصريحات تندد بالفتنة وتعد بالحفاظ على الهدوء, وتصريحات قادت وسائل الإعلام إلى الدخول في مواضيع متعددة أصبحت عرضة للتأويلات.

كيف دخلنا عصر التعددية الإعلامية، ونحن مازلنا نجهل استيعاب الساحة السياسية لخصخصة وسائل الإعلام؟ الإعلام التلفزيوني الخاص اليوم مشغول بآليات الحدث وملاحقة القصة فور وقوعها، بدلا من تقصي الحقائق على أسس البحث العلمي واستخدام التقارير والبحوث والدراسات المقارنة، والتنافس بين القنوات الفضائية يجب أن يكون ضمن صدقية الرسالة الإعلامية والالتزام بالمهنية، وأن يبتعد عن إثارة الفتن.

في الماضي كانت المدرسة الإعلامية العربية مقياسا للتقييم, وفي دول الخليج كانت الكويت مثالا لدورها القيادي في حرية تداول المادة الإعلامية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، واليوم، وفي ظل العولمة وتزايد عدد الجماهير وانخفاض تكلفة البث، تتباين ردود فعل وسائل الإعلام من حيث التعامل مع الأزمات الإعلامية في ظل القوانين والحقائق, وبدلا من الانغماس في عالم الذوق والفن والجمال، انغمست في الاستفادة من الإثارة على حساب المشاعر الوطنية.

وبعد تلك الخواطر لا يبقى أمامنا إلا بعض الأفكار والحلول التي قد تكون ذات منفعة، ومنها:

• الانحياز للمصداقية والأخلاق والفكر والحفاظ على الخصوصية الثقافية للمجتمع.

• قبول سوق الإعلام لحقيقة دوره، كرابط وثيق للحوار على الصعيدين المحلي والدولي.

• الحفاظ على «سقف الحرية»، وتطوير الآليات المناسبة.

• الحذر من الفقاعات الإعلامية التي تهدف إلى تسويق وتعزيز بيئة الأزمات.

• ابتكار آلية واضحة للحفاظ على صدق العمل الإخباري وما يتصل به من انتقاء الضيوف واختيار الصور، عبر هيئة تحرير متخصصة.

• الاستفادة من المدارس الإعلامية المتعددة، ووضع آليات لتوسيع دائرة حقوق الإنسان.

كلمة أخيرة:

تسعى بعض المؤسسات إلى تخصيص يوم لمعاملات النواب، ولا عزاء لجهود مكافحة الفساد.

back to top