في محاولة منه لامتصاص ردود الفعل الغاضبة بشأن تأييده لترشيح جمال مبارك للرئاسة، كذب الناشط السياسي المصري الدكتور سعد الدين إبراهيم أمس ما كان أعلنه "الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك" بشأن توقيعه تفويضاً لدعم الأخير كمرشح للرئاسة في الانتخابات المزمع إجراؤها العام المقبل.

Ad

وأصدر إبراهيم، عقب مغادرته القاهرة أمس، بياناً عن التوقيع عنوانه "بيان إلى الأمة عن بدايات التزوير والتضليل".

وجاء في البيان: "ادعت جماعة تطلق على نفسها الائتلاف الشعبي لدعم ترشيح جمال مبارك، أنني سعد الدين إبراهيم أدعم هذا الترشيح، وحقيقة ما صرّحت به لوفد من هذه الجماعة أمس الأول، الذين وفدوا إلى مركز ابن خلدون هو أنني مع حق أي مواطن صالح، تنطبق عليه شروط الترشح، بما في ذلك جمال مبارك، في أن يسعى إلى شغل أي منصب عام، أسوة بغيره من المواطنين، ومنهم على الأخص من تم تداول أسمائهم في الشهور الأخيرة، كمُرشحين مُحتملين لرئاسة الجمهورية، مثل د. محمد البرادعي ود. أيمن نور".

وأضاف البيان: "لا ينبغي خلط تأييدي لمبدأ ترشيح أي مواطن تنطبق عليه الشروط لذلك الموقع، وتفضيلي الشخصي أو دعمي لانتخابه. فإذا تعمّد أي من العاملين في حملة جمال مبارك الخلط بين إعلاني لدعم المبدأ من ناحية، ودعمي لشخص جمال مبارك من ناحية أخرى، فإن ذلك ينطوي على سوء نية مُبيّت، وعلى تضليل كامل للرأي العام، كما أنه نذير سوء لاحتمالات تزوير قادمة لكل من الانتخابات النيابية 2010 والرئاسية 2011".

واختتم إبراهيم بيانه متسائلاً: "كيف يُصدق عاقل أنني بهذه الخفة والسذاجة أؤيد دعم شخص لم يُعلن ترشيحه، ولم يُفصح عن برنامجه، وفوق هذا وذاك فهو محدود أو مُنعدم الخبرة التنفيذية العملية؟".

وكان إعلان توقيع إبراهيم بيان تأييد أمين السياسات في الحزب "الوطني" الحاكم جمال مبارك للترشح لانتخابات الرئاسة، أثار غضباً لدى القوى السياسية، إذ اعتبره البعض ضربة قوية لمساعي القوى الوطنية والسياسية ضد ما يسمى "توريث الحكم لجمال مبارك".

وغادر إبراهيم القاهرة أمس، متوجها إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد زيارة مثيرة للجدل استغرقت قرابة الثلاثة أسابيع.

وكان إبراهيم قال أمس الأول: "الخلاف ليس مع جمال بقدر ما هو مع والده حسني مبارك، وهناك شخصيات عديدة في الحزب الوطني ومنهم الدكتور حسام بدراوي أكن لهم التقدير، وأرى أنهم صالحون لرئاسة الجمهورية أكثر من جمال مبارك، لما لديهم من خبرة تنفيذية ومهنية تؤهلهم لهذا".

وقالت زوجته الدكتورة بربارة إبراهيم لـ"الجريدة": "سعد غادر وهو حزين جداً من الحملة التي أساءت فهم ما صرح به"، وأضافت: "هو لم يؤيد جمال مبارك، ولكنه وقع بياناً بتأييد حقه في الترشيح، مثلما وقع بيان البرادعي، ومثلما يؤيد حق عصام العريان، وحق أي مواطن مصري في الترشيح".