كنعان حمد... 30 عاماً من العطاء ممثلاً ومخرجاً
الفنان القدير الراحل كنعان حمد مخرج وممثل إذاعي وتلفزيوني ومسرحي. سقط واقفاً خلف كواليس مسرح الشامية (يونيو 2003) بعدما أدى دوره في مسرحية «ذوبان الجليد» بإتقان، إذ جسّد شخصية «الصحاف»، وتميّز فيه بروح كوميدية عالية على رغم معاناته آلاماً في القلب..تركّز نشاط حمد الممثّل والمخرج المسرحي مع «فرقة المسرح العربي» على مدى ثلاثين عاماً من العطاء والإخلاص، قدّم لها كمخرج مسرحيات عدة من بينها: «الدينار»، «من أجل حفنة من الدنانير»، وكممثل تألّق في المرحلة الأخيرة من حياته، في أعمال مسرحية من بينها: «عشاق حبيبة»، «سلطان للبيع»، «طار الفيل»، «احذروا»، «القضية خارج الملف»، «الثالث»، «عالم غريب غريب»، و{رحلة حنظلة» التي تعتبر إحدى أبرز الأعمال التي حققت له ولفرقته التألق والانتشار على الساحة العربية، خصوصاً في المهرجانات، ونالت جوائز في بغداد وتونس والأردن...
البداياتعام 1955 وقف حمد على خشبة المسرح للمرة الأولى في مسرحية مدرسية بعنوان «عمر والعجوز»، عُرضت في مدرسة الأحمدية، جسّد فيها دور أحد الأطفال وأدى الفنان التشكيلي محمد الدمخي دور المرأة العجوز، ثم مثّل في مسرحية «فتح مصر» التي عُرضت على مسرح مدرسة الصديق.عندما بدأ الفنان الكبير زكي طليمات اختيار العناصر الموهوبة للدراسة في معهد الدراسات المسرحية، تقدّم حمد مع حوالى 500 شاب ونجح وكانت معه الفنانة أسمهان توفيق، ثم انضم بعد ذلك إلى «فرقة المسرح العربي» عام 1963. في بداياته، مثّل حمد في المسرحية التلفزيونية «محكمة الفريج»، تأليف يوسف الشراح مع عبد الحسين عبد الرضا، خالد النفيسي، حسين الصالح الدوسري، غانم الصالح، علي البريكي، مريم عبد الرزاق، عبد الوهاب السداني، وفي برنامج «دنيا الأسرة» مع الفنانة سعاد عبد الله وكان أجره سبعة دنانير ونصف.فرقة المسرح العربيأول عمل مسرحي شارك حمد فيه مع «فرقة المسرح العربي» كان بعنوان «إغنم زمانك» (1966)، عُرض على مسرح كيفان، تأليف عبد الحسين عبد الرضا، إخراج حسين الصالح الدوسري. بعد ذلك تتالت سلسلة المسرحيات من أبرزها:- «مطلوب زوج حالاً» (1971)، عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور خليف (الخادم)، تأليف أنور عبد الله، إعداد عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، إخراج حسين الصالح الدوسري.- «عيلة بو صعروره» (1971 1972-)، عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور سلوم شقيق وضحة، إعداد محمد جابر، إخراج عبد الأمير التركي.- «30 يوم حب» (1973) عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور ابراهيم السائق، تأليف أنور عبد الله، إعداد عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، إخراج حسين الصالح الدوسري. - «عالم نساء ورجل» (1973-1972)، عُرضت على مسرح المعاهد الخاصة، أدى فيها حمد دور بستوق، إعداد جعفر المؤمن، إخراج حسين الصالح الدوسري.- «إمبراطور يبحث عن وظيفة» (1974) عُرضت على مسرحي كيفان ونادي الأحمدي، أدى فيها حمد دور عقروب خادم القصر، تأليف سمير سرحان، إعداد حسين الصالح الدوسري وإخراجه.- «سلطان للبيع» (1976) عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور قاضي القضاة، تأليف توفيق الحكيم، إعداد جعفر المؤمن،إخراج فؤاد الشطي.- «عالم غريب غريب» (1976)، عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور عطشان المجنون، تأليف طارق عبد اللطيف، إعداد اللجنة الثقافية، إخراج فؤاد الشطي.- «الثالث» (1976)، عُرضت على مسرح كيفان وفي دمشق - صالة الحمراء، أدى فيها حمد دور أبو الحسن، تأليف د. حسن يعقوب العلي، إخراج فؤاد الشطي. - «طبيب في الحب» أو «طبيب رغماً» لموليير (1977)، عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور ابراهيم، إعداد علي النجادة، إخراج محمد خضر.- «عشاق حبيبة» (1978)، عُرضت على مسرح كيفان ومسرح المعاهد الخاصة، أدى فيها حمد دور رفيع، خادم الحاكم ومساعده، تأليفد. حسن يعقوب العلي، إخراج فؤاد الشطي. - «السيف» (1978)، عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور أمين، إعداد محمد خضر وإخراجه.- «نوره» (1978) عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور خميسوه، تأليف جاسم الزايد، إخراج فؤاد الشطي. - «إنسوا يا ناس» (1980)، عُرضت على مسرح كيفان، أدى فيها حمد دور هيرو سترات، تأليف غريغوري حورية، إخراج المنصف السويسي.- «رحلة حنظلة» (1985) عُرضت على مسرح الدسمة، أدى فيها حمد دور حنظلة، إخراج فؤاد الشطي.- «العامود» آخر عمل مسرحي مثّل فيه حمد مع «فرقة المسرح العربي»، وحصل على جائزة أفضل مسرحية في «مهرجان الكويت المسرحي» (2002) وفي مهرجان الأردن المسرحي حصل حمد على جائزة أفضل ممثّل.كمخرج قدّم حمد لفرقة المسرح العربي:- «الدينار» (1983)، عرضت على خشبة مسرح كيفان، تأليف د. أحمد عثمان وإعداد حسين البدر.- «من أجل حفنة من الدنانير» (1984)، عُرضت على خشبة مسرح كيفان، تأليف د. حسن يعقوب العلي. - «هالو ديسكو» (1997).خارج الكويتفي عام 1977 شارك حمد في المسلسل المصري «الطريق إلى مكة» الذي تغيّر اسمه إلى «ظلال الطاعة» مع سهير المرشدي وكرم مطاوع وأسعد فضة، وهو أول فنان كويتي يشارك في عمل تلفزيوني درامي باللغة العربية الفصحى في مصر، ثم شارك في مسلسل «حوش المصاطب» بعد التحرير مع محمد المنصور ومادلين طبر.- عام 1988 أدى دور عمرو ابن ملك سبأ في مسرحية «احذروا»، تأليف محفوظ عبد الرحمن، إخراج فؤاد الشطي وشاركت فيها «فرقة المسرح العربي» في مهرجان بغداد للمسرح العربي.- عام 1989 أدى بطولة مسرحية «القضية خارج الملف» التي شاركت فيها «فرقة المسرح العربي» في «مهرجان قرطاج للفنون المسرحية» في تونس.أبرز أعماله التلفزيونيّةخاض حمد مجال التلفزيون مخرجاً وممثلاً فتألق في كلتيهما، ومن أبرز المسلسلات التي شارك فيها:- «عبد الله البري وعبد الله البحري» 30 حلقة (إخراج). - سباعية «الحاقد».- «السلسلة» (1994) شاركت فيها الكويت في مهرجان التلفزيون العربي.- «العقاب» مثّل فيه حمد مع سعد الفرج، إخراج عبد الرحمن الشايجي.- «عيال قرية» (إخراج) تأليف مبارك الحشاش (18 حلقة)، بطولة حياة الفهد، مريم الصالح، غانم الصالح.- ثلاثية «نوال» (1997 - إخراج)، بطولة مريم الصالح وجاسم النبهان ومحمد السريع ولمياء طارق.- «حكم الزمن» (1999 - إخراج).- المسلسل البدوي «الصقرين» (1999 - إخراج).كذلك، أخرج سهرة درامية تلفزيونية من تأليف شاكر المعتوق، وسهرة «البومة» (1999)، تأليف فاطمة يوسف العلي، سيناريو وحوار بدر المحارب، وأوبريت «يا حلو فريجنا».بطاقة- كنعان حمد بوعركي.- مواليد الكويت عام 1945.- متزوّج ولديه حمد، مي، طيبة، سارة.- عضو في «فرقة المسرح العربي» منذ عام 1963، وتسلّم زمام إدارتها مع فؤاد الشطي في السنوات الأخيرة في حياته.- خريج معهد الدراسات المسرحية. شارك في معظم المسرحيات التي قدّمها المعهد، من أبرزها: «بيت المقدس» و{صلاح الدين».- التحق بتلفزيون الكويت كمساعد مخرج ثم أصبح مخرجاً عام 1968.- نال البكالوريس في الإخراج والتمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية (1977) وعمل فيه معيداً حوالى ثلاث سنوات ثم تفرّغ للإخراج التلفزيوني والمسرحي.- شارك في بطولة مسرحية «مضارب بني نفط» مع سعد الفرج وهيفاء عادل.- في السنوات الأخيرة، شارك حمد في أعمال إذاعية تمثيلاً وتقديماً وإخراجاً من بينها: المسلسل التاريخي «واحة الحيران في حكاية الزمان» (إخراج)، تأليف السيد عامر، بطولة جاسم النبهان، برنامج «ترويح القلوب» (تقديم) إخراج باسمة حمادة، وبرنامج من إخراج ميساء الكندري (1995).- أجرى عملية قلب مفتوح عام 1992 ولم يتوقّف عن العمل بعدها بل كانت الفترة بين 1992 و 2003 إحدى أكثر مراحل حياته إنتاجاً كمخرج وممثل في التلفزيون والمسرح والإذاعة.قالوا عنه...عبدالعزيز السريع«عرفتُ الفنان كنعان حمد زميلاً في هواية تعلقت بها منذ سن الرشد عندما جمعنا المسرح، إذ استغرقتني الكتابة له واستغرقه التمثيل فيه، وعلى رغم أننا انتمينا إلى فرقتين مختلفتين، أنا في فرقة «مسرح الخليج العربي» وهو في فرقة «المسرح العربي»، إلا أنني تابعت القفزات التي حققها في التمثيل فازداد إعجابي بإخلاصه لعمله وقدرته الواضحة على تجسيد الأدوار التي تسند إليه، ما جعله يحتلّ مكانته الخاصة في الوسط المسرحي».الأديبة ليلى العثمان«وداعاً كنعان حمد... ذات يوم كنتَ حنظلة الذي قام برحلته على المسرح، اليوم اكتملت الرحلة، وأنت في عنفوان عطائك، على الخشبة التي آثرتها على نفسك وأهلك فانتهى العمر عندها، ودعتها فناناً كبيراً مخلصاً وودعتك لتبقى في تاريخها شجرة لا تموت».كاملة العياد (مدير إدارة المسرح)«معرفتي بالفنان الراحل كنعان حمد بدأت منذ فترة بسيطة، إلا أنها كانت كافية جداً للحكم عليه كإنسان، وهو فنان معروف بأدائه البسيط والرصين ولديه المقدرة الكبيرة على العطاء بلا حدود».فؤاد الشطي«فقدت برحيله المباغت أحد الأجنحة التي أطير بها، لا أستطيع في هذه اللحظات إلا أن أقول رحمك الله يا أبا حمد، فلقد أسعدتنا فناناً متعدد المواهب، مخرجاً ومؤلفاً وممثلاً مسرحياً من الطراز الأول، بشهادة كبار رجالات المسرح في الوطن العربي».د. نبيل الفيلكاوي«كان نعم الفنان والأب والأخ ونلت منه شخصياً الدعم المعنوي وكل التشجيع في بداياتي في الحركة المسرحية. شاركت معه في أعمال مسرحية، فكان عملاقاً بفنه وأخلاقه وبسيطاً في تعامله مع الصغار قبل الكبار».جاسم النبهان«كان كنعان حمد محباً للجميع، يؤثر الآخرين على نفسه، عرفناه في المسرح والتلفزيون متألقاً، ولم نتوقع أن يفارقنا في أثناء العمل، كان نشيطاً ويتمتع بلياقة عالية في الأداء».باسمة حمادة«كنعان حمد شخصية نادرة، كان يأخذ بيد أي شاب يريد العمل في الوسط الفني، وأكثر من ذلك كان كريماً في سلوكياته وابتسامته الدائمة وفي كل شيء لأنه صاحب قلب كبير».المخرج عبد الله عبد الرسول«أتقدّم بأحرّ التعازي والمواساة لأسرته ولفناني الكويت والزملاء في «فرقة المسرح العربي»، بالفعل افتقدنا أحد أركان المسرح العربي وأعمدته».فوزي التميمي«بينه وبين الناس حالة من المصافحة والود الدافئ والأحضان والقبلات والوحشة، إنه الابتسامة التي ترتسم على شفاه من يجلس معه، أحلى أيامه وهو يحصد بعد رحلة شقاء وجهد وعرق ما زرع من حبّ وخير. هو ابن الكويت الشقي اللذيذ، هو الشعبي البسيط، هو حنظلة، هو كنعان حمد بو عركي».