المافيا... دولة المال والدم 11 المافيا الحمراء
يردِّد خبراء في شؤون الجريمة المنظمة في العالم عبارة تقول إن «المافيا في إيطاليا لا تعدو كونها ابنة المافيا الروسية»، ذلك في إشارة إلى قوة وقسوة إحدى أهم تشكيلات الجريمة المنظمة، تلك التي تأسست في بدايات القرن العشرين إما داخل روسيا القيصرية أو على أيدي مهاجرين روس في أوروبا، وظلت الهياكل المعروفة باسم «مافيا» ناشطة حتى في أحلك الأوقات التي كانت فيها البلاد تدار بقبضة من حديد في العهد السوفياتي البائد. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في بداية عقد التسعينيات، شهدت الأراضي الروسية تفريخاً لعصابات الجريمة المنظمة، ويقدر بعض المصادر عدد عصابات المافيا المنتشرة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق بحوالى 7500 عصابة من بينها حوالى 510 عصابات كبيرة وذات علاقات وفروع دولية، وقد ساعد فتح الحدود بين الجمهوريات السوفياتية المستقلة ودول أوروبا الشرقية من جهة والدول الغربية من جهة أخرى على انتقال نشاط بعض العصابات إلى أوروبا الغربية والولايات المتحدة وإسرائيل.
حكايات البداية ظهرت كلمة «مافيا» في روسيا للمرة الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي، في مواجهة حملات الرئيس الأسبق جوزيف ستالين. ويروي خبراء روس أن الظروف الاجتماعية والسياسية كانت مواتية لازدهار نشاط تشكيلات الجريمة المنظمة التي قامت بتنشيط السوق السوداء، لكن بعضهم يؤكد أن المافيا الروسية تعود بجذورها إلى فترة أبعد من ذلك. ومن المؤكد أن تألقها قد حدث عقب حكم ميخائيل جورباتشوف، ومع قرب انهيار الاتحاد السوفياتي القديم، وإن ظلت كلمة «مافيا» دائماً محاطة بالرهبة والغموض لارتباطها بالصراعات الدموية، والسيطرة على مفاتيح قطاعات اقتصادية مهمة، وبالسياسة أيضاً. وقد ارتبطت أسماء كثيرين من رموز المافيا في داخل روسيا وخارجها بالحياة السياسية، وأحياناً بعمل المخابرات السوفياتية - المعروفة باسم «كي جي بي»- والأجهزة الخاصة. اللافت غياب وصف دقيق لمفهوم المافيا الروسية حتى في روسيا نفسها، خصوصاً أن عصابات كثيرة ليست روسية الأصل، وإنما منها عصابات قوقازية الأصل كالشيشان والجورجيين، ممن يتبعون نظاماً داخلياً صارماً أشبه بالمافيا الصقلية الإيطالية. وتشتهر المافيات الروسية بالقوة والنشاط والفتوة، خصوصاً في الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، الذي كان أحد أبرز أسباب نفوذ المافيا الروسية التي اشتهرت بـ{الحمراء» لما ورثته من ميراث الشيوعية التي حكمت البلاد لعقود بالمطرقة والسندان. وقد تحولت المافيا الروسية المدربة إلى منظمة مرتزقة شبه عسكرية، يملك أفرادها خبرات متنوعة في المجالات كافة لجلب الأموال بأية صورة ممكنة. ويتراوح عدد أعضائها بين مائة ألف إلى خمسمائة ألف عضو ناشط، وتتركّز غالببيتهم إلى جانب الجمهوريات السوفياتية في إسرائيل والمجر وأسبانيا وكندا وإنكلترا، والولايات المتحدة، وبلجيكا، فضلاً عن المدن الألمانية مثل برلين ودوسلودورف. بدأت المافيا الروسية بغزو الولايات المتحدة بدءاً من السبعينيات في عهد ليونيد بريجينيف، وكانوا في معظمهم من السجناء القدماء الذين حررهم الـ «كي جي بي» من دهاليز معتقل «الفولاج»، وقد استغلوا الظروف المواتية للهجرة بحجة أنهم من المضطهدين السياسيين. وعلى هذا النحو ولدت العصابات الروسية، وشكلت شبكة المافيا والجريمة المنظمة، التي استطاعت التغلغل في أوساط رجال الأعمال الأميركيين وكذلك الأوساط السياسية والمصرفية والنوادي الرياضية، وبدأت بممارسة جميع الأنشطة المحرمة من دون أن يجرؤ أحد على الحديث عنها حتى بداية الألفية الثالثة. وازدهرت المافيا الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، لتتحكم في النظام المصرفي العالمي وبغسيل الأموال حتى وصلت إلى حي وول ستريت المالي في نيويورك. ويقال إن أحد زعماء المافيا الروسية ويدعى حركياً «طرزان»، نجح في بيع طائرات هيليوكوبتر روسية إلى تجار المخدرات في كولومبيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وأنه سقط في يد السلطات الأميركية وهو يخطط لبيع غواصة روسية مع طاقمها وقبطانها المتقاعد لإحدى عصابات المخدرات. في السنوات الأخيرة، نجحت المافيا الروسية بالوصول إلى فرنسا والشاطئ اللازوردي، حيث أقبل الأغنياء الروس الجدد بصورة مثيرة للشبهات على شراء القصور بالملايين في جنوب فرنسا، وهذا ما يتكرر في مناطق سيناء والمناطق المجاورة التي شهدت إقبالاً ملحوظاً من السائحين الروس، ما أثار التساؤلات حول طبيعة دورهم وإمكان تعاونهم مع المافيا الإسرائيلية في فرض السيطرة على تلك المناطق الواقعة على الحدود بين مصر وإسرائيل.«الياباني»... يجهل الجميع السبب وراء إطلاق لقب «الياباني» أو «يوبونتشيك» - كما تُلفظ بالروسية- على فياتشيسلاف إيفانكوف. وإن كان البعض يرى أن العادة جرت في أوساط الجريمة المنظمة أن يطلق الأب الروحي على نفسه صفة أو تسمية يتم استخدامها بدلاً من اسمه، وقد اختار إيفانكوف صفة «الياباني» ليس فقط لأن عينيه الضيقتين توحيان بأصول آسيوية ينفي مقربون منه انحداره منها، لكن لأن تسمية «يوبونتشيك» كانت تطلق على زعيم جماعة إجرامية روَّعت روسيا في مطلع القرن العشرين، وكانت إحدى أبرز تشكيلات المافيا الروسية في بدايتها، حتى ظهر إيفانكوف خليفته الذي قاد لسنوات طويلة المافيا الروسية، والذي وصفه بعض الروس بأنه «الزعيم الأكثر تأثيراً ونفوذاً».ويوصف إيفانكوف بأنه «رجل حقبة التسعينيات»، فيما اعتبره الأميركيون «رمز المافيا الروسية». وقد التحق بعالم الإجرام في ستينيات القرن العشرين، وشهد سقوط نظام الحكم السوفياتي في عام 1991، بينما كان يقضي عقوبة عن جرائم سابقة في سجن «الفولاج» الشهير، وأُفرج عنه بموجب قرار عفو من السلطات الحكومية الجديدة. وبعد خروجه من السجن شارك في اغتيال عدد من الصحافيين ورجال الشرطة وغيرهم، لذا قررت قيادة المافيا إرساله إلى أميركا عام 1993 برفقة بضعة مئات من مجرمين سابقين يقودهم عقيد سابق في الـ «كي جي بي»، ولمواهبه الإجرامية التنظيمية وشخصيته القيادية نجح إيفانكوف في أن يصبح زعيماً للعصابات اليهودية الروسية في أميركا، والتي ضمت مهاجرين من الاتحاد السوفياتي في الولايات المتحدة. وقد حكمت عليه المحكمة الفيدرالية بالسجن حتى عام 2005 بسبب أنشطته التي أشرف على تنفيذها، وهو في داخل السجن عن طريق أتباعه الأوفياء، إذ كان يمارس سلطة مطلقة على أوساط عصابات الشوارع من الروس، وكانت وكالة الـ «إف.بي.آي» الأميركية قد خصصت ملفاً كاملاً لإيفانكوف باعتباره أخطر رجال المافيا الروسية في الولايات المتحدة، لذا ساعدت على ترحيله من أميركا إلى روسيا في أواخر عام 2004 بطلب من النيابة العامة الروسية، التي اتهمته بقتل شخصين من الرعايا الأتراك في مطعم «فيدان» بموسكو في عام 1992 قبيل رحيله، لكن لم تستطع محكمة موسكو إدانته لتراجع الشهود عن أقوالهم بعد أن ظهر «الياباني» في قاعة المحكمة؛ ليُفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. وكانت هذه بداية حرب المافيات كما وصفتها مصادر أمنية، إذ شهدت المدن الروسية عمليات اغتيال وتصفية حسابات وتفجيرات عدة، بعد أن علم الياباني بضلوع بعض زعماء تشكيلات المافيا في محاولة زجه في السجن لسنوات طويلة للتخلص منه، ولم يلبث أن غدا الزعيم الأوحد، وتربع على رأس هرم المافيا، حتى وفاته عن 69 عاماً بعد خضوعه لجراحات تجميلية عدة، وفشلت محاولات الأطباء كافة لإنقاذ حياته إثر تعرضه لإطلاق نار مساء 28 يوليو (تموز) 2009 في أثناء مغادرته مطعماً في موسكو. ولم تكد تمر أيام، على إعلان تعرض الياباني لمحاولة اغتيال - قبل تأكيد موته - حتى ظهرت تسريبات نقلت بعضاً منها صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» حول إعداد لائحة بأسماء 35 من زعماء المافيا الجورجية لقتلهم انتقاماً لاغتيال الزعيم. والمافيا الجورجية إحدى أقوى تشكيلات الجريمة المنظمة في روسيا والخارجة عن سطوة الزعيم الذي خاض مع رموزها حرباً طاحنة في تسعينيات القرن الماضي وتمكن من تقليص نفوذها في مراحل عدة.دُفن «الياباني» إلى جانب والدته بناء على وصيته في ظل احتياطات أمنية غير مسبوقة للأجهزة الأمنية الروسية في مقبرة فاغانكوف وسط العاصمة الروسية، والتي تضم رفات عدد كبير من عظماء روسيا، من بينهم سياسيون وأدباء وفنانون مشهورون. وجمعت المناسبة زعماء المافيا والرموز المعروفة في عالم الجريمة المنظمة من بلدان العالم لوداع أحد أبرز زعماء المافيا في العالم، ومن دون تدخل من السلطات الروسية التي لم تستطع تنفيذ تهديدها باعتقال مطلوبين داخلياً وخارجياً فور ظهورهم في مكان الدفن. هكذا، فإن مراسم الجنازة والدفن التي نقلت بعضها عدسات المحطات التلفزيونية وحظيت بتغطية لا تراها موسكو إلا عند دفن عظماء، مرّت بسلام ومن دون مواجهات أو منغصات، وضمَّت خليطاً مثيراً من رجال مال وأعمال وجريمة منظمة وأجهزة أمنية وسياسيين في أحزاب عدة. اللافت أنه بعد مقتل «الياباني» ترددت معلومات تشير إلى أنه ذهب ضحية محاولة إصلاح بين الجد حسن صديقه المقرب و{تارو» عدوه اللدود. وكان الأخير، بدأ في المطالبة بـحصة ادعى سلبها منه في مناطق نفوذه وتضم نوادي للقمار، وتجارة الكومبيوتر، وصناعات النفط. وأشار خبير في شؤون الجريمة المنظمة إلى أن «الياباني»، الذي حافظ على زعامته خلال فترة طويلة جداً لأنه لم يهدد مصالح أي طرف، سعى إلى التدخل كوسيط، لحل مشاكل بين الأجنحة المتصارعة، وسعى في الوقت نفسه إلى السيطرة على بعض وسائل الإعلام وتكنولوجيات الكومبيوتر، كذلك تعاون مع الحكومة بشكل أساء الى بعض زملائه، ما أثار حفيظة بعضهم، وأدى ذلك الغضب إلى تصفيته.مع رحيل الياباني الذي استطاع السيطرة على الجميع لعقود، وبدء مسلسل التصفيات، يتوقع مراقبون أن تستعر الحرب لتطول أجنحة الجريمة المنظمة كافة في البلاد. وبحسب معطيات الأجهزة المختصة ينشط في روسيا 400 زعيم لتشكيلات المافيا المختلفة، التي تضم 10 آلاف شخص تنتمي غالبيتهم إلى جورجيا، مسقط رأس كثير من رجال الجريمة المنظمة في بلدان الاتحاد السوفياتي السابق، وحسب المصادر الرسمية الروسية، فإن هذه المافيا على صلة بمنظمات شبيهة في 40 دولة. واعترف رئيس إدارة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التابعة لوزارة الداخلية الروسية، ويدعى الكسندر يلين، بأن هذه العصابات تنتشر في مختلف أرجاء روسيا الاتحادية، لكنها تتركز في موسكو وضواحيها.خريطة المافيا الروسية 2010ما لا يعرفه كثر من زائري العاصمة الروسية موسكو وجود خارطة غير معلنة، وغير موجودة في الكتيبات السياحية ولا المراسلات الإدارية، تقسم المدينة إلى مناطق عدة طبقاً لنشاط المافيا الروسية في العاصمة. واللافت توافرها في مكاتب المسؤولين الذين لا يستطيعون استخدامها للقضاء على عصابات الجريمة المنظمة التي يبدو أنها خرجت عن السيطرة منذ زمن كما جاء في تقارير صحفيَّة ورسمية منشورة.إحدى أشهر تلك الجماعات عصابة «سونتسوفا»، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى إيفانكوف أو «الياباني»، الذي وضع قواعدها قبيل الإفراج عنه في نهاية العهد السوفياتي، أو بعد خروجه من السجن بقليل. و{سونتسوفا» اسم حي يقع في جنوب العاصمة الروسية، لكن المفارقة أن العصابة التي حملت الإسم غدت أشهر من الحي ذاته بكثير، وتسيطر على أكثر من 10 مناطق في العاصمة، ويبلغ عدد أفرادها الأساسيين والمدربين على استخدام أنواع الأسلحة كافة بحسب تقدير الأجهزة الأمنية ما يقارب الألف عنصر. و{سونتسوفا» متخصصة في مجال العقارات، ويمتد نشاطها إلى قطاعات أخرى تقليدية كفرض حمايتها على آلاف المؤسسات والشركات التي تعمل ضمن مناطق نفوذها، ذلك في مقابل دفع إتاوات شهرية محددة سلفاً، للحفاظ على الشركة من تطاول أي طرف - بما في ذلك الدولة. كذلك تنشط في مجال عمليات غسل الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات، عبر عدد كبير من المشاريع في مجال الخدمات الفندقية والعامة كالعمل في مجال جمع القمامة الذي يقدم أرباحاً خيالية.يُشار إلى أهمية الانتماء القومي عند الحديث عن توزيع هياكل الجريمة المنظمة، إذ تنشط في موسكو إلى جانب عصابة «سونتسوفا» الرئيسة مجموعات أخرى تقوم على أساس قومي. وتبرز منها «المافيا الأذربيجانية» و{المافيا الجورجية» وغيرهما الكثير. ويقع وسط موسكو تحديداً تحت حماية العصابة الجورجية التي يقودها «الجد حسن»، أو «أصلان أوسويان»، الذي يقود نحو 3 آلاف شخص، من غرفة عملياته في مدينة «سوتشي» على البحر الأسود، بالقرب من مسقط رأسه. وتتخصص جماعة «الجد حسن» في مجالات النفط والفنادق والأسواق وصالات القمار، والأعمال المصرفية، وتجارة المعادن، وقطاع الأعمال والسياحة، وتجارة السيارات، فضلاً عن غسيل الأموال.وكان «الجد حسن» حليفاً أساسياً لإيفانكوف «الياباني» لعقود، بسبب احترام كل منهما لتقسيم المهام ومناطق السيطرة، علاوة على اتفاقهما في كراهية عدو كليهما اللدود، وهو الجورجي تاريل أونياني المعروف بـ «تارو» زعيم مافيا «تبليسي»، وترددت أقاويل عن مساهمته في تصفية الياباني، خصوصاً أن التسعينيات من القرن الماضي شهدت صراعات دموية بين عصابتي «سونتسوفا» و{تبليسي». وتسيطر مافيا «تبليسي على المنطقة الوسطى» في موسكو، إذ تضم أكثر من 3 آلاف شخص يتابعهم تارو من مقره في إسبانيا، على رغم أنه ملاحق من الشرطة الإسبانية. كذلك يهتم بنوادي القمار، والقطاع المصرفي، ومجالات العقارات والمخدرات والأسلحة وغسيل الأموال. أما في جنوب موسكو، فالسيطرة للمافيا «السلافية»، التي تضم عناصر تنتمي إلى القومية السلافية، ومع ذلك فإن قيادة هذه المجموعة تتمركز في الولايات المتحدة، وتتخصص في تجارة السيارات المسروقة وتهريب البضائع. ويدخل ضمن دائرة اهتمامها القطاع المصرفي، ونوادي القمار، وتكنولوجيا المعلومات. وتشير معطيات الأجهزة الأمنية إلى تعاون وثيق وتداخل في العمل بين أعضاء هذه العصابة ومجموعة «الجد حسن».أما في المنطقة الشمالية من العاصمة الروسية، تحديداً منطقة «إسماعيلوفا» التي اشتهرت بأنها إحدى أنشط مناطق العمل التجاري السري، فتفرض مافيا «إسماعيلوفا» سيطرتها، بزعامة أكسين أو أكسينوف الذي أمضى نصف عمره في السجن، ويقود أكثر من ألف شخص، متخذاً من موسكو مركزاً لقيادة عمليات مجموعته، ويتمتع بعلاقات طيبة بالجد حسن ومن قبله الياباني قبل اغتياله.أما العصابات الأذرابيجانية فهي تفرض سيطرتها على أسواق الخضار في موسكو، ويعمل زعماؤها على فرض معايير صارمة لا يخرج عنها أحد، وهي تضمن بقاء السيطرة على هذه الأسواق في أيدي المجموعات الأذرية، التي ليس لديها زعيم واحد، بل تعتمد على عدد من الزعماء يحرصون على تنسيق نشاطاتهم لقطع الطريق أمام التشكيلات الأخرى.إضافة إلى الهياكل الكبرى المعروفة، ثمة مجموعات صغيرة بدأت خلال السنوات الأخيرة تزيد من نشاطها وتتخذ شكلاً أكثر تنظيماً وتنسيقاً، من بينها مجموعة «جوليانوفسكايا» التي يتزعمها «الباشا». وتتخصص في السرقة وخطف الحقائب والهواتف المحمولة، كذلك تنشط في مجال السيطرة على المشاريع الصغيرة في عدد من الأسواق والشركات التجارية.ولا تشكل تلك المافيات التقليدية مصدر قلق لأجهزة الأمن الروسية، لحرص تلك الجماعات على بقاء الوضع على ما هو عليه، لكن الجديد في الأمر ظهور المافيا «الصينية» الوافدة مع بداية الألفية الثالثة، وبخلاف المجموعات الأخرى، يتميّز الصينيون بمرونة كبيرة وقدرة على التخفي، مع تبديل الشخصيات الأساسية باستمرار. وتنشط هذه المافيا في تهريب السلع الاستهلاكية، وبيع المعدّات والأدوية، وتسيطر على الأسواق التي تدر بلايين الدولارات.ولمزيد من التفاصيل عن المافيا الصينية، تابعوا الحلقة المقبلة.