واصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته للبنان أمس، بزيارة الجامعة اللبنانية، حيث مُنح «دكتوراه فخرية»، قبل أن ينتقل إلى السراي الحكومي الكبير، حيث عقد جولة محادثات مغلقة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري. وانتقل بعد الظهر إلى مدينة بنت جبيل الجنوبية.
في اليوم الثاني لزيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد للبنان، زار الأخير أمس، الجامعة اللبنانية في مقرها في "مدينة رفيق الحريري الجامعية" في الحدث جنوب شرق بيروت، حيث تمّ منحه دكتوراه فخريّة في العلوم السياسية، قبل أن ينتقل إلى السراي الحكومي وسط بيروت، حيث عقد محادثات مغلقة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، لم يتضح ماذا دار خلالها.وأكد نجاد، في كلمة ألقاها خلال حفل منْحِه الدكتوراه الفخرية، "أهمية العلم ودوره"، مشيراً إلى أنه "نور يقذفه الله في قلب من يشاء ويفتح الطريق للإنسان ويمنحه حياة طيبة ملؤها الوفاق والوئام وهو وسيلة للكمال الإنساني المطلوب".وشدد الرئيس الإيراني على أن "لبنان كان طوال التاريخ البشري أحد المراكز الأساسية المشعة لإنتاج العلم ونشره في الحياة وفي ربوع هذا الوطن الحبيب"، لافتاً إلى أن "العلماء والمفكرين وكبار الشخصيات اللبنانية كانوا دائماً في منطقتنا وفي العالم ينشرون العلم والمعرفة". وأكد أن "الاقتصاد يجب أن يكون في خدمة الإنسان والعدالة والمحبة"، منتقداً "السياسة الرأسمالية وتحديداً في الولايات المتحدة الأميركية". وأضاف: "ما يعادل ثلاثين ألف مليار دولار تمّ انتشاله من جيوب العالم وتمّ وضعه في جيوب المستثمرين الأميركيين".وتطرّق نجاد إلى علم الذرة، فقال: "نرى أن أكثر من 16 استفادة علميّة ممكنة من الطاقة الذريّة، في الطب والصناعة والزراعة وإنتاج الطاقة وكثير من الحالات الأخرى". وقال: "ماذا فعلوا مع هذا العلم المفيد، جاؤوا وغيّروا مفهوم الطاقة الذرية بما يعادلها بالقنبلة الذريّة ليبقوا هم أسياد العالم، وأغلق طريق نشر العلم الحقيقي والواقعي للعلم الذري على الشعوب، تعلمون أنهم لم يسمحوا لنا بمواصلة علومنا بالاستفادة من الطاقة الذريّة التي بمقدورها أن تجلب الرفاهية للشعوب وتوجِد الودّ والإخاء بين الشعوب". وأضاف: "سأعطي مثلاً، فإذا كنا نريد في لبنان أن نؤسس محطة للطاقة الكهربائية بالطاقة الذرية فإن كلفة إنتاجها من الوقود تكون أقل بـ7 أضعاف من إنتاجها بالطاقة الكهربائية، فالشعب اللبناني يدفع اليوم أكثر 7 مرات مما يمكن أن يكون لو أنتجت الكهرباء عبر الطاقة الذرية".وانتقل نجاد بعد الجامعة اللبنانية، إلى السراي الحكومي، وعقد محادثات مع رئيس الحكومة سعد الحريري، قبل أن يصل رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي إلى السراي، حيث عقدت محادثات مغلقة لم يكشف عن مضمونها.وأقام الرئيس الحريري في السراي الكبير مأدبة غداء تكريمية على شرف الرئيس الإيراني، حضرها أركان الدولة اللبنانية.مواقفورأى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجمّيل أمس، أن "النظام اللبناني اليوم على المحك"، مشدداً على ضرورة "مقاومة كل ما سيؤدي إلى زعزعته".وقال الجميل: "علينا اليوم الوقوف في وجه هذا المخطط الذي يهدف إلى قلب النظام والإطاحة بمكونات الدولة وخوض معركة الشرعية من خلال مجلسي النواب والحكومة، لأنَّ التجربة أثبتت أن الإصرار على التمسك بالمؤسسات والشرعية هو عنصر مقاوم أيضاً"، مؤكداً "التمسك بقوة القانون، لأنَّ الحق يعلو ولا يُعلى عليه".وأضاف الجميل: "المؤامرة مستمرة والانقلاب زاحف في اتجاهنا، وعلينا المواجهة بالطرق القانونية، لا تعتقدوا أن الفريق الآخر يملك كل الإمكانات كي ينقلب وينجح في انقلابه، طالما أن هناك شعباً لبنانياً مؤمناً ببلده ويريد المحافظة عليه مهما كانت التضحيات". إلى ذلك، اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانيّة" النائب أنطوان زهرا أمس، أن "حزب الله هو امتداد مسلّح لإيران".وقال زهرا: "رحبنا منذ البداية بزيارة، وشاركنا في استقبال رئيس دولة بدعوة من الرئيس سليمان، لكن هذه الزيارة تنقسم بدورها إلى زيارتين، الأولى زيارة الدولة اللبنانية حيث كان حزب الله دخل إلى حرم المطار، والأخرى زيارة الضاحية".وأوضح زهرا أنه "في الزيارة الأولى كانت كلمته جدّ معتدلة، أما في الزيارة الثانية فلوحظ اتباع دولة حزب الله فقط، حيث كان خطاب أحمدي نجاد تكراراً لمواقفه، كما أضاف تبنيه وجهة نظر حزب الله للمحكمة الدولية، باعتبارها أداة سياسية تستهدف الحزب".في سياق متصل، رحب العلامة السيد علي الأمين أمس، بزيارة نجاد للبنان باعتبارها زيارة رئيس دولة، لكنه أشار إلى أن "زيارته الجنوب ليست دعما للدولة اللبنانية نفسها"، معتبراً أن "المغزى من الزيارة ليس دعماً لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها".وقال الأمين: "لا نريد أن يبقى لبنان ساحة للصراع مع إسرائيل، فأحمدي نجاد ذاهب إلى الجنوب ليدعم حزب الله الذي لا يخفي ارتباطه بتوجهات إيران في عملية الصراع العربي- الإسرائيلي، وليس كما قال (أمين عام حزب الله السيد) حسن نصر الله إنه ليس لإيران مشروع سوى ما يريده اللبنانيون، لأن اللبنانيين يريدون أن تبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كل أراضيها".ولفت الأمين إلى أن "من حق حزب الله أن يؤمن روحياً بولاية الفقيه، لكن ليس من حقه أن يربط لبنان بمشاريعها في المنطقة"، مشدداً على "ضرورة أن تكون بمعزل عن الارتباط السياسي لإيران في المنطقة"، ولافتاً إلى أن "إيران ليست جمعية خيرية تريد مساعدة لبنان للإعمار ودحر العدوان من دون أن يكون لها مصلحة في المنطقة". وأضاف: "إيران لا تطلب شيئاً من لبنان، لأن حزب الله يحقق لها ذلك من دون أن تطلب".إلى ذلك، انتقد رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن أمس، في بيان "استخفاف الثنائية الشيعية بمنطقة بعلبك- الهرمل واستثناءها من الاستقبالات الرسمية للزائرين الدوليين"، معتبراً أنهم "كرسوا مع زيارة نجاد هذا التمييز المناطقي". وأضاف: "إننا كشيعة نريد أن نكون تحت كنف الدولة ومؤسساتها، لا تحت أجنحة الأحزاب والدويلات، وإننا نريد الاستقرار والسلام، ولا نريد العيش الدائم في دوامة الصراع الأبدي والحروب المستمرة والتقاتل الخارجي على أرضنا وساحتنا".
دوليات
نجاد في يومه اللبناني الثاني: «دكتوراه»... ومحادثات «رباعية» مغلقة
15-10-2010