خادم الباذنجان
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
قد يقول قائل إن العلّة في الأساس هي في المسؤولين الذين يختارون مثل هذه النوعية من المستشارين، لأنهم لا يريدون أن يسمعوا إلّا الإطراء والمديح، ولا يتحملون أن يقول لهم أحد ممّن هو تحت مسؤوليتهم أن شيئاً من قراراتهم غير صائب. نعم، هذه النوعية من المسؤولين موجودة وبكثرة، ولكن هذا لا يعفي المستشار من أن يقول الكلام الذي يرضي ضميره قبل أن يرضي رئيسه، وأن يحترم نفسه حتى يحترمه الآخرون.سبب وجود المستشار "خادم الباذنجان" في الغالب المسؤول الذي إما أنه لا يثق بنفسه فلا يريد أحداً أن يظهر عيوبه، وإما يعتقد أنه لقمان الحكيم وبالتالي ليس هناك من هو جدير بأن ينصحه. وإذا كان هذا هو الأعم الأغلب، فهذا لا ينفي وجود قسم من المسؤولين جادين في أخذ النصيحة والمشورة متى ما كانت صادقة ونافعة وخالية من المصالح، ولكن الثقافة العامة في مجتمعنا أصبحت تحصر دور المستشار في تزيين خطوات المسؤول والدفاع عن قراراته أيّاً تكن، ولهذا السبب كثر "خدام الباذنجان" في مجتمعنا، ولا عزاء لهذا البلد، ولا عجب بعد ذلك أن تكون أحواله على ما هي عليه.دور المسؤول الجاد في الحصول على النصيحة أن يحذر من هذه النوعية من المستشارين "خدام الباذنجان" وما أكثرهم، وعليه أن يفتش من يكون عوناً له لا عبئاً عليه.وحتى لا يذهب خيال البعض بعيداً فيعتقد أن المقال معني به "مستشار" بشخصه، أقول إن الموضوع لا يخص "خادم باذنجان" بعينه، بل يتعرض لحالة عامة منتشرة في أغلب مؤسسات الدولة، ولكن إذا كان هناك من ينظر إلى الموضوع بحساسية ويعتقد أنه المقصود بخادم الباذنجان فهذا من باب "كاد المُريب أن يقول خذوني".تعليق: أجد من المناسب شكر وزيرة التربية د. موضي الحمود على تجاوبها الإيجابي مع الحالة الإنسانية للطالب جابر ساير، وهي الحالة التي عرضنا لها في المقال السابق، ونتمنى على معالي الوزيرة المزيد من هذه المبادرات الإنسانية، والشكر موصول لمستشارة الوزيرة الأستاذة نادية الشراح.