يحاول طلعت وهو طبيب فلسطيني في أوائل عقده الرابع، الفوز بدرجة مميزة في امتحان اللغة الإنكليزية الذي عقد في أحد الفنادق السياحية المطلة على شاطئ غزة، لتسهيل قبول طلبه في الهجرة الى كندا والحصول على الجنسية الأجنبية.

Ad

وتشغل فرصة الحصول على الجنسية الأجنبية، تفكير الكثيرين في قطاع غزة، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ومواصلة إسرائيل تهديداتها بضرب القطاع الرملي، واستمرار الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية والقطاع، الى جانب انعدام فرص العمل أمام الآلاف من خريجي الجامعات.

ويقول الطبيب طلعت الذي لا يجد متسعا من الوقت لانشغاله في العمل في مؤسسات ومراكز صحية مختلفة لـ"الجريدة" إن "الهجرة لم تعد تقتصر على الشباب العاطلين عن العمل"، مضيفا: "المستقبل في غزة يكتنفه الغموض، وليس هناك أي مؤشرات تشير الى إمكانية إصلاح الأوضاع المتدهورة". ويعاني قطاع غزة حصارا خانقا منذ انتفاضة الاقصى التي اندلعت في خريف 2000، وازداد الحصار بعد سيطرة حركة حماس الإسلامية على قطاع غزة في صيف 2007، إذ اعتبرته اسرائيل كيانا معاديا.

ويسعى طلعت وزوجته إلى منح طفلتيهما فرصة أفضل في مستقبلهما، وفرصة كانت حلماً بالنسبة إليهما، وهي الحصول على الجنسية الكندية. ويشير الى أن الحصول على الجنسية الاجنبية، يعتبر مخرجاً لعائلته التي لا تستطيع التنقل والسفر بحرية، كما تؤهله للعمل في مراكز صحية متقدمة في دول الغرب، وقد تطور أداءه في عمله المهني.

ورغم امتلاك طلعت وزوجته دخلا شهريا مميزا من عملهما، ومسكنا فاخرا في أرقى احياء مدينة غزة، وأن طفلتيهما ترتادان مدرسة خاصة تعلم الموسيقى والفن، فإن كل ذلك ليس له قيمة امام ساعة من الخوف والقلق وقت القصف الاسرائيلي، حسبما يقول الطبيب.

وأظهرت استطلاعات للرأي، مسبقا أن نحو 44 في المئة من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يفكرون في الهجرة إلى بلدان اجنبية.

ويرفض الطبيب طلعت ربط الدين بقضية هجرته من قطاع غزة، اذ يعتبرها مسألة تخص عائلته وطريقة رسمها لمستقبلها.

وكان عدد من علماء الدين، أصدروا فتوى تحرم على الفلسطينيين هجرة وطنهم، كما اصدر المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس فتوى تحرم على مسيحيي فلسطين الهجرة منها.

بدوره، قال احمد الذي تخرج من الجامعة قبل اربع سنوات، ولم يحصل على وظيفة لـ"الجريدة" إنه "يسعى إلى الهجرة بسبب الفقر والبطالة"، مضيفاً: "إذا بقيت في القطاع فلن أحصل على وظيفة، ولن اتمكن من بناء مستقبلي وتكوين أسرة". وتشير الإحصائيات، الى ان اكثر من 85 في المئة من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية، في حين تعدت نسبة البطالة حاجز الـ65 في المئة.