في مسعى إلى حلّ أزمة تشكيل الحكومة العراقية، دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس في خطوة مفاجئة، الرئيس العراقي جلال الطالباني والأحزاب العراقية، إلى إجراء محادثات في الرياض ترعاها الجامعة العربية، بعد عطلة عيد الأضحى، لتجاوز المأزق الذي تعيشه البلاد منذ إجراء الانتخابات التشريعية في السابع من مارس الماضي، في ما يشبه "مؤتمر الطائف" الذي عقدته الأطراف المتصارعة اللبنانية في عام 1989 وأثمر اتفاقاً للوفاق أنهى الحرب.

Ad

وقال العاهل السعودي في بيانٍ نقلته وكالة الأنباء السعودية: "أدعو فخامة الأخ الرئيس جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميعَ الأحزاب التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية إلى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حلٍّ لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والردّ فيها".

وفي أول ردّ فعل على المبادرة السعودية، قال القيادي في "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، ثائر الفيلي، إن "دولة القانون يرحب بجميع الخيارات الخيرة"، لكنه أشار إلى أن القرار بخصوص الدعوة السعودية سيُتخذ بعد اجتماع "الائتلاف".

وفي حين رحبت قائمة "العراقية" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي أمس بالدعوة السعودية، أكدت من جهة ثانية "أحقيتها بالحصول على منصب رئاسة الجمهورية بعد تنازلها عن رئاسة الحكومة".

وقال القيادي في القائمة مشعان السعدي، إن "العراقية وشعوراً منها بالمصلحة الوطنية ارتأت أن تتنازل عن منصب رئاسة الوزراء، رغم أنها الكتلة الفائزة الأولى في الانتخابات"، مبيناً أن "منصب رئاسة الوزراء هو أكبر مشكلة كانت تواجه تشكيل الحكومة وقد حُلّت بعد هذا التنازل".

وشدّد السعدي على "ضرورة أن تحصل العراقية على منصب رئاسة الجمهورية"، مؤكداً "أن هذا الشيء من حقها، في مقابل حصول قائمة التحالف الكردستاني على رئاسة البرلمان". ودعا مسؤولي الكتل السياسية كافة إلى أن "يجلسوا حول طاولة واحدة ويضعوا لمسات تشكيل الحكومة"، وأن "يقدروا تضحية" قائمته، مبيناً أن "أزمة تشكيل الحكومة بدأت تقترب من الحل".

(الرياض، بغداد - أ ف ب، أ ب، رويترز)