عاشت الساحة السياسية اللبنانية أمس، هدوءاً مؤقتاً مع الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وانحسرت التصريحات السياسية عالية السقوف في حدها الأدنى، بينما ركزت عظات الميلاد على ضرورة تجاوز الأزمات وتجنيب البلاد الانزلاق إلى حرب أو توترات أمنية جديدة.  

Ad

وفي هذه الأجواء، رفض الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، اتهامات وجهت إليه من قبل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بالمساهمة في "تعطيل العمل الحكومي" بسبب رفضه إجراء تصويت داخل الحكومة على ما بات يعرف باسم "ملف شهود الزور"، مؤكداً أن المشاكل السياسية التي تشهدها البلاد في طريقها إلى الحلّ.

وقال سليمان بعد خلوة عقدها مع البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي حيث شارك في قداس عيد الميلاد: "لا أحد يحدد للرئيس أي ساعة يصوت أو لا يصوت، فالدستور يشدد على الوفاق وهذه هي روحيته"، وأوضح "عندما يجد الرئيس أن الوفاق متاح، وهو ما زال متاحاً، لا يذهب إلى التصويت".

وتابع سليمان: "أطمئن اللبنانيين أن المشاكل السياسية التي نعيشها تسير في اتجاه الحل"، مضيفاً أن "سنة 2011 ستكون سنة إطلاق ورشة لعمل المؤسسات والوزارات وإدارات الدولة (...) ونأمل أن تكون سنة خير واستقرار ونمو وازدهار اقتصادي".

وعن المبادرة السورية - السعودية ، قال سليمان "المبادرة موجودة" وتتمحور حول "التفاهم على تدارك كل ما يمكن ان يؤذي لبنان ويضر بوحدته الوطنية"، مضيفاً أن "الموضوع متجه نحو توافق وطني".

ويعاني العمل الحكومي شللا مع إصرار فريق "قوى 8 آذار" الذي يقوده "حزب الله" على التصويت في الحكومة على إحالة ما يسمى "ملف شهود الزور" إلى المجلس العدلي اللبناني، في وقت ترفض "قوى 14 آذار" ذلك معتبرة أن الملف من اختصاص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي تتجه قريباً الى إصدار قرارها الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، إذ من المتوقع أن يتهم القرار عناصر من "حزب الله" بالتورط في الجريمة.

إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية أنه تم العثور أمس على القيادي في تنظيم "جند الشام" غاندي السحمراني المطلوب لدى السلطات اللبنانية مقتولاً في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان.

وأشارت معلومات صحافية إلى أن الأدلة تشير إلى أن السحمراني قتل شنقا، وليس كما نقلت المعلومات بأنه قتل برصاصة في الرأس، لافتة الى أنه تم التكيل بالجثة بعد ذلك.

وقالت مصادر أمنية إن الوضع في مخيم عيد الحلوة هادئ جدا، لافتة الى أن اللجان الأمنية الفلسطينية المشتركة عقدت اجتماعا أكدت فيه التهدئة داخل المخيم.