شدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري على أن استقرار العاصمة بيروت إشارة لكل العالم بأن لبنان "متماسك وقوي" وأن الوحدة "الوطنية صلبة ومتينة"، موضحاً خلال مأدبة إفطار على شرف عائلات وفاعليات بيروتية بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس الأول، أن القرارات التي اتخذت خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع "تمّت المباشرة بتنفيذها".

Ad

ولفت الحريري إلى أنّ "بناء الثقة بين الأفرقاء السياسيين يجب أن يرتكز على الكلام الحقيقي والصريح". وشدد على أهمية "التعلّم مما حصل (خلال أحداث برج أبي حيدر)، ففي مكان ما كانت هناك ثغرة يجب علينا أن نعالجها"، مشيراً إلى أنّ "الحكومة عززت عديد الجيش بزيادة نحو 1500 جندي في بيروت، كما أن قوى الأمن الداخلي عززت قواها بـ6 سرايا إضافية".

وإذ سأل عما إذا كان بإمكان اللبنانيين "تحمل كل هذه الكمية من السلاح الموجودة في كل لبنان"، شدّد الحريري على أنّ "معالجة هذا الأمر تكمن في أن نعترف بوجود سلاح منتشر في كل لبنان"، كاشفاً عن أنّ "الحكومة الحالية ستتقدم بخطة للاستثمار في الأمن والاستقرار".      

إلى ذلك، أكد وزير الدولة جان أوغاسبيان أن "ما حصل في برج أبي حيدر خطير جداً، ولا يجوز أن تمر الحادثة مرور الكرام، وبالتالي لهذا الموضوع انعكاسات سلبيّة وتأثير في الوضع الداخلي اللبناني، كما لا يجوز التعرّض للناس ولكرامتهم وممتلكاتهم بهذا الشكل مهما كانت الأسباب، لذلك كان لدينا موقف في تيار المستقبل بأن تكون بيروت منزوعة السلاح".

وحول شعار بيروت منزوعة السلاح، قال أوغاسبيان: "إذا كان المطلوب نزع السلاح من كل لبنان فليكن كل لبنان، لكن العملية ليست مسألة مزايدات، ولا تكبيراً للحجر". وأضاف: "حددنا بيروت لوجوب أن نبدأ من مكان ما، وسلاح المقاومة غير مستهدف بهذا الشعار".

في موازاة ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني تأكيده "توقيف رجل الدين اللبناني حسن مشيمش في سورية على خلفية معلومات أرسلتها قوى الأمن اللبنانية إلى السلطات السورية حول تورطه في أنشطة تجسس لمصلحة إسرائيل".

وأوضح المسؤول الأمني أنَّ "الشيخ مشيمش أوقف في يوليو الماضي بسورية، استناداً إلى معطيات أرسلها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى السلطات السورية، تشير إلى تورطه في التعامل مع إسرائيل".

ولفت المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أنَّ "السلطات السورية تحقق مع مشيمش لأنه، كان يقوم بأنشطة التجسس في سورية لا في لبنان"، مشيراً إلى أنَّ "لبنان عرف بوجود مشيمش في سورية لدى استكمال الملف عنه، فقرر إرسال المعلومات إلى دمشق".

وكان أحد أبناء الشيخ مشيمش أفاد لوكالة "فرانس برس" في يوليو الماضي بأنَّ والده "أوقف لدى توجهه إلى المملكة العربية السعودية عبر سورية لأداء العمرة"، موضحاً أنَّه لا يعرف أسباب توقيفه، وأن العائلة تجري اتصالات للإفراج عنه.