خربطة بالداخلية وغيرها

نشر في 28-01-2011
آخر تحديث 28-01-2011 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي قضية وفاة المطيري تحت التعذيب ليست تصرفاً فردياً كما يحلو للبعض تسميتها لكنها فساد إداري من الطراز الأول، واستغلال للسلطة من قبل البعض بطريقة عصابات الفساد التي تعذب وتكتب تقارير مكذوبة، وترفعها إلى وزير الداخلية ليقرأها على مجلس الأمة؛ معتقدا أنها الحقيقة ليدفع ثمنها استقالة مسببة لم يبتّ بها، ثم باستجواب قدم على محور واحد.

الساعات لم تكن طويلة لرفع ستار الحقيقة، حيث بدأت بالتقرير الطبي ثم بالجاخور الذي تحول بقدرة قادر إلى مخفر بدلاً من استعماله في تربية الأغنام، ومنا إلى الوزير الدكتور فاضل صفر، فالديتول الذي استخدم لتنظيفه ولطمس الحقائق لا يطهره، لكن سحبه ممكن.

ما إن ظهرت قضية الميموني حتى توالت القصص في سوء استغلال السلطة المشابهة لما حدث في الأحمدي، لتكشف أمام وزير الداخلية كم الإصلاحات التي عليه أن يبدأ بها خلال الأيام القادمة، حتى تعود ثقة المواطن برجال الأمن، وذلك بإحالة من كان على علم بما يدور وأيضا أولئك المتكلين والنائمين والمدلسين إلى القضاء، أما من قال لا أعرف أو «ما دريت» فيجب تسريحه من الخدمة، فالكويت أكبر من الأسماء والرتب.

إطلاق يد الوزراء في إصلاح أمور الوزارة وضبطها يبدأ من مجلس الوزراء بوضع ضوابط التجديد للوكلاء والوكلاء المساعدين حيز التنفيذ، بحيث يدقق بأوراق من يعرض اسمه للاختيار والتجديد من قبل لجنة مختصة، دورها التأكد من صحة المعلومات وأهلية من يشغل تلك الوظائف، فهم من يفترض بهم تسيير أمور الوزارة، فلا يمكن استمرار سفينة المحاصصة والترضيات على حساب الأفضل.

استغلال السلطة من بعض الأفراد يحتاج من وزارة الداخلية إلى إنشاء جهاز خاص وخط ساخن يوكل لشخص محل ثقة وعلى دراية بالقانون، ويخاف الله؛ ليلجأ إليه المواطن والمقيم متى ما شعرا بالغبن من تصرف أهدرت فيه كرامتهما، وأيضا ليفعّل دور إدارات التدريب بتقديم دورات في العلاقات العامة والقيم والولاء حتى لا يطلع علينا مثل من قاموا بالتعذيب، أو ممن تستروا عليهم، وأمثال من قال «اكتب وفاة طبيعية».

أخيرا: نحمد الله أن هذه القضية لم تمر لتضع من ظَلَمَ وتعسفَ في استخدام سلطاته أمام القضاء ليقتص منهم؛ عملاً بقوله تعالى: «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». (البقرة- 17).

كما أنني أذكر من شارك أو علم بتلك الحادثة بما توعّد الله سبحانه قاتلَ النفس من العقاب العظيم في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة.

قال الله تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ». (الأنعام-151).

وقال تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا». (الإسراء-33).

وقال تعالى: «) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا». (الفرقان-68، 69).

ودمتم سالمين.

back to top