آخر وطن:الفهد في درب الزلق!
حتى الآن الواقع يشير إلى أن خطة التنمية لن تنجح خصوصاً أن مصادر تمويلها مازالت مجهولة، والصراع الآن يدور حول مصادر تمويل الخطة، وكيفية تمويلها، وهل ستساند الدولة البنوك في صرف قروض للشركات أم سترضخ الحكومة لصوت العقل المطالب بأن تتولى جهة حكومية مسؤولية تمويل الشركات المنفذة للمشروعات الكبرى؟ لاشك أن الشيخ أحمد الفهد يحتل مكانة كبيرة بين شرائح الشعب الكويتي على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها، فالرجل يشهد له الجميع بأنه رجل دولة نال احترام خصومه قبل مؤيديه، وليس أدل على ذلك من الغبقة الرمضانية السنوية التي يقيمها بشكل منتظم وتحظى بأكبر نسبة من الحضور الجماهيري الغفير.
لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني هذا العام بإلحاح هو هل سيحتفظ الشيخ أحمد الفهد بنفس المكانة في السنوات القادمة؟ وهل سيحافظ على هذه الشعبية الجارفة في المستقبل في ظل تحمله مسؤولية نجاح خطة الدولة التنموية التي من المتوقع لها أن تفشل وألا تنال النجاح الذي ينتظره الشعب؟موقف الشيخ الفهد صعب ومحرج في ظل عمله بين أعضاء حكومة متخبطين في قراراتهم وتصرفاتهم وحتى تصريحاتهم، فقد لمسنا جميعاً هذا التخبط من التصريحات المتضاربة التي من أبرزها تصريحات وزير الداخلية المزدوجة حول ازدواجية الجنسية، فهو مرة يقول إن لدينا ازدوجية، وقبل فترة وجيزة يطلق تصريحاً معاكساً تماماً فيقول إنه لا توجد ازدواجية في الكويت! ومن التصريحات المتضاربة أيضاً تصريح وزير المالية مصطفى الشمالي عندما قال قبل رمضان إن الرواتب ستصرف قبل الشهر الكريم، لكنه ما لبث أن تراجع وأطلق تصريحاً مغايراً... فماذا سيفعل الفهد في ظل هذا التخبُّط الحكومي؟ وكيف سينجح في الخطة التي تبلغ ميزانية تنفيذها ما يفوق 37 مليار دينار؟!حتى الآن الواقع يشير إلى أن خطة التنمية لن تنجح خصوصاً أن مصادر تمويلها مازالت مجهولة، والصراع الآن يدور حول مصادر تمويل الخطة، وكيفية تمويلها، وهل ستساند الدولة البنوك في صرف قروض للشركات أم سترضخ الحكومة لصوت العقل المطالب بأن تتولى جهة حكومية مسؤولية تمويل الشركات المنفذة للمشروعات الكبرى؟المرحلة التي يعيشها الفهد الآن من أخطر مراحل عمره السياسي، ومن المفترض أن ينتبه لها تماماً لأنها ستحسب له في التاريخ إما معه وإما ضده، فإما تصعد به إلى سابع سماء وإما تهوي به إلى سابع أرض وتقضي على مستقبله السياسي كله... فعبء الخطة وتحمل مسؤولية تنفيذها عبء تاريخي، والنجاح سيقسم على المسؤولين بنسب متفاوتة، لكن الفشل سيحصده الفهد بمفرده، وعليه أن يكون على قدر المسؤولية التي تحملها ربما مرغماً، لكنه بأي حال تحملها وربما رضي بذلك لأنه لديه طموح أكبر من أن يكون مجرد وزير أو حتى نائب رئيس وزراء.تصريحات الفهد والحكومة بأن مشروعات الخطة الإنشائية تم تنفيذ 25 في المئة منها لم تلق الاستحسان، لأن تلك المشروعات بدأت وهي خارج إطار الخطة، ما يعني أن النتائج صفر، كما قال النائب السعدون، لكننا بأي حال نتطلع إلى أن ينجح الفهد في خطته، وأن يستطيع العبور بالكويت من هذا النفق وعنق الزجاجة... لكن السؤال الذي سيطرح نفسه وقتئذ هل سيظل الفهد مجرد وزير؟ وإن فشل وطاح في «درب الزلق» فهل سيحتفظ بنفس الشعبية؟... إجابة أي من هذه الأسئلة صعبة جداً، لكن لن يستطيع الرد عليها إلا الفهد نفسه ومن هم أعلى منه منصباً وسلطة.