بينما تعيش القاهرة المزيد من أجواء الاحتقان الطائفي بين المسيحيين والمسلمين، ويتلقى مكتب النائب العام المزيد من البلاغات المتبادلة بين الطرفين بشأن اختفاء مسيحية أو إسلام زوجة كاهن، علمت "الجريدة" من مصادر خاصة ومطلعة موثوق بها أن أجهزة الأمن المصرية أبدت غضبها وتبرمها من أجواء الاحتقان الطائفي التي "تصر على إشعالها أطراف كنسية" متهمة إياها بـ"إخفاء الحقائق وترك الشائعات لتكبر وتتضخم رغم علمها بالحقائق".

Ad

ويأتي الغضب الأمني على خلفية أزمة فتاة مسيحية قاصرة، هي الطالبة مادلين جرجس، التي هربت منذ أيام من ذويها بصحبة شاب مسلم من مدينة سمالوط في محافظة المنيا جنوب مصر وسافرت إلى القاهرة، لكن أجهزة الأمن أوقفتها وسلمتها إلى كنيسة ماري جرجس في المحافظة يوم 25 أغسطس الماضي. ولاحظت أجهزة الأمن أن "قمص سمالوط لم يعلن الحقائق لشعبه، وتعمد إخفاء تسليمها مع إصراره على تحريض أتباعه على التظاهر".

وحذرت أجهزة الأمن في المحافظة من تداعيات ترك الشائعات تكبر مثل كرة الثلج داخل قرية التوفيقية (قرية الفتاة المختفية) خاصة بعد أن بدأ المسيحيون في القرية فرض أشخاص بعينهم والبحث عنهم، مثل شائعة هروب الفتاة مع شاب يدعى حسن– حسب ما ادعت شقيقة الفتاة– مما دفع جميع المسيحيين بالقرية إلى البحث عن كل من يدعى حسن.

وشهدت القاهرة مساء السبت حدثاً ربما هو الأول من نوعه، حيث تظاهر العشرات من المسلمين تحت سمع وبصر الأمن في مسجد النور في حي العباسية، على بعد أمتار من مقر الكاتدرائية الأرثوذكسية، مطالبين بالإفراج عن كاميليا شحاتة زوجة الكاهن المختفية بعد أنباء عن إسلامها، ومطالبين الحكومة بالحد من نفوذ البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكسي، وعدم تسليم المسيحيات اللاتي أسلمن للكنيسة، فما كان من الكنيسة إلا أن أصدرت رداً سريعاً حاسماً بأن البابا لن يسمح بظهور كاميليا حتى لو حدثت تظاهرة كل يوم.

وكانت أجهزة الأمن توصلت يوم 17 أغسطس، بعد تغيب الفتاة مادلين بيوم واحد، الى معلومات مفادها أنها خرجت يوم الاثنين 16 أغسطس من منزلها حوالي الساعة 11 صباحا، متوجهة إلى مدينة سمالوط لتلقي درس عند مدرس في مدرستها، لكنها تخلفت عن الدرس، ثم تبين أنها كانت على علاقة بشاب مسلم يدعى وليد خيري بسيوني (23 عاماً) مقيم في سمالوط، وأنها توجهت بصحبته إلى القاهرة لإتمام عملية إشهار إسلامها تمهيدا لإتمام إجراءات الزواج، كما تبين أن أهل الفتاة كانوا على علم بعلاقتها بالشاب المسلم، وأنهم سبق في بداية العام الدراسي الماضي وتحديدا في شهر نوفمبر من عام 2009 أن عاقبوها لإثنائها عن هذه العلاقة، وأنها أوهمتهم بعدولها عن حبها للشاب المسلم، وتم ذلك بمعرفة القس إبرام مسعود، راعي كنيسة الشهيد ماري جرجس، لكنها انتهزت الفرصة وفرت هاربة مع الشاب المسلم بعد أن أقنعها بأن تشهر إسلامها ثم يتم عقد القران بعدها مباشرة.

وتوصلت أجهزة الأمن في القاهرة إلى أن الطالبة مادلين عصام كامل جرجس توجهت يوم الأربعاء 25 أغسطس الساعة الثانية عشرة والربع ظهرا ومعها شاب في العقد الثالث من العمر إلى مقر مشيخة الأزهر في القاهرة لإشهار إسلامها، حيث تم توقيفها وتسليمها إلى الكنيسة.