آمال: اليوم... الحجاب ليس لأسيل

نشر في 16-12-2010
آخر تحديث 16-12-2010 | 00:00
 محمد الوشيحي كان يلزمنا مثل ما حدث من ضرب وسحل كي نميز الذهب من النحاس. ولطالما صرخنا: "لا تغركم اللحى ولا العمائم، ولا تضيعوا أوقاتكم في نوع لباس هذه ولون حجاب تلك، ركزوا على البأس والفكر والمواقف والعطاء وحب الوطن، واتركوا ما خلا ذلك"، ولم يصدقنا إلا القلة، إلى أن تبين الرشد من الغي، وأثبتت أسيل، تلك "المهرة الأصيل"، أن شعرة واحدة من رأسها الشامخ المكشوف تعدل شعرات لحى "التيوس" المطأطئة على المرعى... كلها.

وما أكثر حصى النقد الذي رمينا أسيلَ به، لكننا لم نشتمها ولم نفترِ عليها وعلى حياتها الخاصة كذباً، فهي في أعيننا حرة ابنة أحرار، في حين تقيأ أنصار الحكومة في حقها كلمات عفنة، أجلكم الله عن كلماتهم وعنهم! بعضهم من أرباب التدين واللحى والعمائم.

واللحية، أيها الناس، مجرد شعيرات أسفل الذقن، يستعين بها بعض اللصوص ليتسلقوا المنازل، ويتربح من ورائها تجار الشنطة. أطالها النائب الشجاع محمد هايف – وما أكثر اختلافي معه – وثبت في صف الرافضين لضرب الناس وسحلهم، وأطالها آخرون فكانت كبذلة الرقص الخليعة. تكرم لحية هايف عن لحى "الراقصات"، وتكرم لحى الحربش والمسلم والصواغ والطبطبائي وكل من فرد ذراعيه وأبرز صدره ليتلقى الطعنات نيابة عن الناس ودفاعاً عنهم.

اللحية لم يعفها (أو يطِلها) الدكتور أحمد الخطيب، أطال الله عمره، لكنه ما إن ينهض عن كرسيه حتى تصفق قلوب عشاق الوطن، ويتناول اللصوص الحبوب المهدئة. وكم كفّره البعض، هو والطود الشامخ عبدالله النيباري ومشاري العصيمي (هذا الرجل، تحديداً، خُطَبه في الندوات والتجمعات كالطلقات التي لا تخطئ أهدافها) وقلم الدستور، أستاذنا أحمد الديين، وآخرون، وتبين لاحقاً أن هؤلاء كفرة فعلاً، كفرة  بمنهج تحويل الشعب إلى قطيع يُقاد بالحبل ويُساق بالعصا. هم كفرة بدينِ الكذب والتربح على حساب الناس. كفرة بتزوير الحقائق على ألسنة قادة وزارة الداخلية.

وستجد في هذه الصفحة الليبرالي المعتق، أستاذنا الجميل حسن العيسى، يبهرك بصدقه ونقائه واحترامه لإنسانية الإنسان، وعلى الضفة الأخرى ستجد الإسلامي المعتق مبارك الدويلة في "القبس" يسير بطريقة تحرج الثعابين، وتجد الإسلامي المخضرم فيصل الزامل في "الأنباء" يتغزل بالحكومة وخصالها بكلمات خاشعة ورعة وألحان صوفية.

لا علاقة للحى والمظاهر بالمواقف والمخابر، فمظهر الرئيسين السعدون والخرافي واحد، وشتّان بين مخبَريهما، الأول يفترش الأرض بين البسطاء، يفكر في مصالحهم، والثاني فوق النخل، يفكر هل يتناول "المانجو" قبل التفاح أم بعده. والمقدام فهد الخنة يتشابه في المنظر مع النائب علي العمير، بل ويشتركان في "تجمّع سياسي واحد"، والناس تعرف الفرق. والكاتب الليبرالي (هنا غمزة العين) رئيس لجنة حقوق الإنسان (هنا غمزة أنكى وأشد) علي البغلي، كان سيشجب ما حدث للدكتور عبيد الوسمي لولا أنه نائم، كما أظن، وليس على النائم حرج.

ولو التفتنا إلى الصحف، لوجدنا هذه الجريدة "الليبرالية" تجاهلت مسرحية "الجاهل"، وكأنها لم تكن، بينما أفردت لها جريدة "الشاب العصامي" – التي يتزاحم فيها الكتّاب الإسلاميون ويتزاحم على قراءتها أبناء القبائل - الصفحة الأولى وعدة صفحات أُخَر، لأيام متتالية، وخصصت للمسرحية برامج في قناتها، تضخّمها وتهوّلها.

على أي حال، سأطرح على الطاولة سؤالين، الأول: "النائب دليهي الهاجري شتم وزير الصحة الدكتور هلال الساير (ألعن أبوك لابو من لبّسك البدلة)، ومع ذا لم "تأمر" الحكومة نوابها برفع الحصانة عن دليهي، كما فعلت وتكتكت وانتفضت على حصانة النائب الدكتور فيصل المسلم، رغم أن المسلم لم يشتم ولم يتجاوز القانون، بل مارس دوره الرقابي... فهل كرامة الساير أقل من أن تهتم بها الحكومة؟" والسؤال الثاني موجّه إلى ناخبي الدائرتين الرابعة والخامسة تحديداً: "مَن الذي يجب أن يرتدي الحجاب ويجلس بين "العجايز"... أسيل العوضي أم النائب بارد الحيل، الذي ليس في رأسه "حماوة" ولا في جسمه مرارة؟".

***

د. عبيد الوسمي، أيها العملاق الأشم... لن ننسى ما حدث لك وللكويت.

back to top