أحيا لبنان الرسمي والشعبي أمس، العيد الـ76 للاستقلال، في وقت تعيش البلاد أزمة سياسية تهدد بتفجير حكومة الوحدة الوطنية، وذلك على خلفية اقتراب موعد إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الظني في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، والذي يقال إنه سيشمل اتهام عناصر من «حزب الله».

Ad

وفي حين أعلنت مصادر أن الاجتماع بين مستشار العاهل السعودي نجله الأمير عبدالعزيز بن عبدالله مع المسؤولين السوريين في دمشق قد تأجل يومين، برز تحرك قطري مفاجئ تمثل بزيارة خاطفة لبيروت أجراها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم الذي التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، قبل أن يغادر عائدا إلى الدوحة.

وكان الرؤساء الثلاثة شاركوا في العرض العسكري الذي أقيم في بيروت أمس، ثم عرضوا آخر المستجدات في البلاد في قصر بعبدا، قبل بدء استقبالات التهنئة بالاستقلال.

في سياق آخر، وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس، الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري إلى طهران السبت المقبل بأنّها «مهمّة جداً ولها تأثير كبير في تعزيز العلاقات الأخويّة بين البلدين».

إلى ذلك، قُتِل أمس العريف في الجيش اللبناني يوسف يوسف من بلدة الصويري في البقاع الغربي بعد أن أطلق ثلاثة مسلحون مجهولون يستقلون سيارة الرصاصَ عليه في منطقة المصنع الحدودية مع سورية.

من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس، تمسكه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ودعمه "إحقاق العدل" في قضية اغتيال الحريري.

وإذ دان "محاولات النيل من هياكل المحكمة الدولية"، دعا الاتحاد الأوروبي الأطراف اللبنانيين إلى "عدم استباق حكم المحكمة"، مجدداً دعمه لـ"استقرار لبنان".

في غضون ذلك، زعم تحقيق أعدته شبكة "سي بي سي" الكندية أن تحليلاً للاتصالات أجراه ضابط لبناني ومحققو الأمم المتحدة توصل إلى أدلة ظرفية واسعة تشير إلى تورط "حزب الله" في اغتيال الحريري، لكنه أشار إلى أن المشكلة الأكبر تتمثل في تحويل التحليل إلى براهين مقبولة في المحكمة.

وذكرت "سي بي سي" أنها حصلت على أدلة من تسجيلات الهواتف المحمولة وغيرها من الأدلة من الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تقع في صميم القضية.

ولفتت إلى أن محققي الأمم المتحدة توصلوا إلى اعتقاد أن تحقيقهم خرق في وقت مبكر من قبل "حزب الله"، وأن أمن اللجنة المتراخي أدى على الأرجح إلى مقتل الضابط في الشرطة اللبناني الذي كان يتعاون مع التحقيق الدولي وسام عيد.

وأشارت الشبكة إلى أن أحد الاختصاصيين في الإلكترونيات الذي عمل مع "حزب الله" وهو عبدالمجيد غملوش قاد "بغبائه" وفق ما وصفه محقق سابق لدى الأمم المتحدة، عيد إلى أخوين يعملان مع "حزب الله" هما حسين ومعين خريس أحدهما كان في موقع التفجير.

وذكرت أن "تقرير عيد أدخل ضمن قاعدة بيانات الأمم المتحدة عبر شخص لم يفهمه أو لم يعر اهتماماً كافياً لإبرازه. واختفى". ولفتت إلى أن سنة ونصف السنة مضت قبل أن يكتشف فريق من المحققين البريطانيين يعمل مع الأمم المتحدة أوراق عيد وتواصلوا معه، لكنه قتل بعد 8 أيام.

وأشارت "سي بي سي" إلى أن أعضاء لجنة التحقيق الدولية اشتبهوا في مسؤول البروتوكول الخاص بالحريري في ذلك الوقت، وسام الحسن وهو رجل يرأس حالياً شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، بالتواطؤ مع "حزب الله"، لكن هذه الشكوك الواردة في مذكرة داخلية واسعة لم تتواصل إلى أسباب دبلوماسية.

وكشف التقرير عن وثيقة للأمم المتحدة تشير إلى أن الحسن الذي ارتبط بشكل رئيسي مع المحققين، اعتبر من قبل بعض هؤلاء مشتبهاً فيه محتملاً في عملية الاغتيال.

وأشارت إلى أن أحد محققي اللجنة الكبار وهو غاري لوبكي كان طلب في عام 2008 التحقيق مع الحسن لكن اللجنة تجاهلت التوصية. وأضافت الشبكة أن الحسن لم يستجب لطلبها بالحديث عن هذا الأمر.