اليوم افتتاح دور انعقاد البرلمان. اليوم تتصارع الحكومة مع "المؤزمين" على تشكيل اللجان، ويتصارع أنصار الحكومة بعضهم مع بعض. وكان الله في عون الحكومة، هل تضحّي بالجنين أم بأمه؟ هل تضحّي بالنائب دليهي الهاجري وتعطي أصواتها للنائب علي الراشد في أمانة السر، أم العكس؟ عن نفسي، أرى أن الجنين "بداله" جنين، أما الأم فيصعب تعويضها، خصوصاً إذا كانت "لهلوبة" و"هابّة ريح".

Ad

دليهي الهاجري ليس إلا "يداً مرفوعة"، أي أن الحكومة لا تستفيد إلا من عضو واحد في جسمه، يده، فقط، أما علي الراشد فهو "يد مرفوعة، وصرخة مسموعة، وحجة غير مشروعة، وأشياء أخرى ممنوعة وغير ممنوعة"، أي أن الحكومة تستفيد من يده ولسانه وعقله. إذاً الكفة تميل بقوة لصالح الراشد. معلش يا دليهي، الناس مقامات. ولو أن منافسك هو محمد الحويلة أو سعد خنفور أو سعد زنيفر أو غيرهم من فئة "اليد المرفوعة" لكان الاختيار صعباً، وقد يتطلب إجراء قرعة، أما المنافسة مع علي الراشد قائد الجيوش الحكومية فهي منافسة محسومة. نرجو المعذرة.

والبرلمان أصبح خرخاشة في يد نواب الحكومة، يهزّونه لها كي تنام على "خرخشته". وكل المناصب البرلمانية للحكوميين، وكل رؤساء اللجان حكوميون. وإذا اتهمنا الحكومة بأنها تفرّغ البرلمان من دوره، وأنها تقلبه على بطنه وتضرب قاعته لتتأكد من خلوّه، وأنها تتسلل ليلاً لتسرق إرادة الشعب، قالت بعد أن تضع يديها على خاصرتها وتطرقع علكتها وتلاعب حاجبيها: "يا سلام. أعطوني الدليل"، ويبدو أن الحكومة تريدنا أن نبحث في قاعة عبد الله السالم عن فردة حذاء وقعت منها في مسرح الجريمة، أو أن تكشفها كاميرات البرلمان وتلتقط لها صورة ستة في أربعة، أو نعرض بصمات أصابعها، كيف ذلك والحكومة محترفة؛ ترتدي القفازات، وتتلثم عن الكاميرات، وتتسلق المواسير، وتتفقد حذاءيها قبل مغادرة المكان.

والمتشائمون يقولون: "الكويت تخلفت عن القطار"، وأنا أقول: "لا، الكويت حضرت في الموعد، وركبت القطار، لكن أحدهم دفعها وأوقعها على القضبان الحديدية، فتناثرت أشلاؤها، لكن قلبها ما يزال ينبض، وعينيها ترمشان".

لا تبحثوا عمن دفعها وأوقعها، فليس هذا وقته، دعوا هذا لشرطة التاريخ، وابحثوا الآن عمن يتمشى بين قضبان سكة الحديد كي يسرق "الأعضاء" المتناثرة، أو المتناثرين.