وضوح عنوان السكن أصبح ضرورة حياتية لا يمكن الاستغناء عنها، أو التساهل فيها وإلا فستنقلب حياتك إلى عذاب، فبالله عليك قل لي إذا كان عنوان بيتك غير واضح كيف سيصلك الـHome delivery إلا إذا كنت ستستغني عن طلبات الوجبات السريعة، وما أظنك تستطيع ذلك، فأولادك سيموتون جوعاً وسيضطرون إلى التنادي للقيام باعتصام يضطرك إلى التفاوض معهم ثم التسليم بإعادة فتح الخطوط لهم مرة ثانية، وأيضاً لو كان العنوان غير واضح فسيتأذى كل من أراد أن يقوم تجاهك بواجب المشاركة في المناسبات السعيدة أو الحزينة... المهم عنوان السكن أمر حيوي وضروري وحق لكل مواطن ومقيم... فهو ليس ترفاً ولا تزوداً.

Ad

هذه المسألة من البدهيات التي لا تحتاج إلى الكتابة للتذكير بها، لكنها وللأسف الشديد، وكثيراً من البدهيات المشابهة... هي بديهية عندنا جميعاً، لكنها ليست عند البلدية... لماذا؟... لا أدري.

ومن الأمثلة الصارخة على ذلك منطقة أبوالحصانية الساحلية هذه المنطقة ملاصقة لمنطقة المسيلة، ولا يفصل بينهما أي طريق سريع أو شبه سريع... اسمها في مخططات البلدية منذ عدة سنوات "الشريط الساحلي ب"، ثم قامت البلدية مشكورة وبعد إلحاح من قاطني المنطقة، الذين تضاعف عددهم ومطالباتهم بتحديد اسم المنطقة، بوضع لوحة كبيرة على طريق الفحيحيل السريع مكتوب عليها "أبوالحصانية"، واستمر الوضع عدة سنوات ثم أزيلت تلك اللوحة ووضع بدلاً منها لوحة تشير إلى نادي ضباط الشرطة، وظلت المنطقة دون اسم رسمي حتى فاجأت البلدية السكان بوضع لوحات إرشادية تسمي المنطقة "قطعة 11 أبوفطيرة"، علما أن أبوفطيرة غرب هذه المنطقة ويصل بينهما طريق الفحيحيل السريع... الناس في حيرة من أمرهم والمترددون عليها لا يعرفون اسمها... فبعضهم لايزال يسميها أبوالحصانية والبعض يسميها المسيلة... أهل المنطقة رفعوا كتاباً يطالبون البلدية بضم منطقتهم إلى منطقة المسيلة لتلاصق المنطقتين، ولعدم وجود فواصل تمنع ذلك، لكن الكتاب داخ من كثر اللف والدوران حتى ضاع في ممرات البلدية ومكاتبها ولم يعرف مصيره... المهم... الناس هناك مازالوا يبحثون عن عنوانهم، فالعنوان الذي وضعته البلدية لمنطقتهم زادهم "توهاناً" وتشويشاً.

***

رشاشات الأعراس تشير إلى وجود سلاح بين أيادي الشباب، وهي ظاهرة خطيرة جداً... نحن نعلم أن "الداخلية" استطاعت أن تحد من استعمال الأسلحة في الأعراس... هذه ليست القضية وهذا ليس الإنجاز المطلوب... المطلوب هو جمع الأسلحة من المواطنين وتشديد العقوبة على كل من يملك سلاحاً غير مرخص وإلا فالعاقبة وخيمة.