وزير الداخلية: سأصفق لك!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
وأنا، وإن كنت ممن طالبوا بإمضاء استقالة وزير الداخلية، الشيخ جابر الخالد، فلست ممن يريدون رأسه بشخصه، ويجب ألا يوجه ما يجري ليكون في مظهر الخصومة الشخصية له مباشرة، بل كل ما هنالك أن الخلل الذي جرى كان فادحا جدا، وإن كانت هناك أشياء تستحق أن يقدم الوزراء استقالاتهم لأجلها اعترافا بمسؤوليتهم السياسية عنها، فإن الجريمة التي حصلت هي من هذه الأشياء ولا شك!كما أني كذلك لست مع أولئك المستعجلين لوضع الوزير الخالد على منصة الاستجواب في أقرب وقت، بل أميل إلى إعطائه الفرصة لإجراء حزمة الإصلاحات العاجلة واللازمة في وزارته، بعدما انكشف الغطاء عنها على إثر ما حصل، وما أتمناه فعلا أن تصبح حركة الزيارات المباغتة، وموجات المراقبة في وزارة الداخلية والتي شاهدناها في الأيام الأخيرة، نظاما إداريا ثابتا من ضمن الإجراءات المتبعة دوما وفق قواعد واضحة، لا أن تكون مجرد انتفاضة مؤقتة وإفاقة مرحلية، جاءت لذر الرماد في العيون، ولتخفيف حنق الناس، وتسكين نقمتهم عما جرى!يجب أن تحصل هزة صارمة ومراجعة شاملة لكل النواحي المرتبطة بقضية المطيري، مما تكشف قصوره، ومما لعله لا يزال خافيا، والمقترحات التي طُرِحت في هذا الصدد خلال الأيام الماضية كثيرة ومتنوعة جدا ويمكن الاستئناس بها، كما أن التجارب العالمية المميزة في مجال ضمان كفاءة التحقيقات الأمنية ونزاهتها، وكيفية مراقبتها ومتابعتها متاحة ويمكن الوصول إليها. يا وزير الداخلية: إن الناس ترصد ما تقوم به من إجراءات، والعقلاء يدركون أن القضية التي بين يديك قضية إنسانية إدارية عملية، في مقامها الأول، قبل أن تكون قضية سياسية محضة، أو حلقة من حلقات الصراع السياسي. ضع هذا في اعتبارك، وثق تماما أن الكل سيصفق لك ويشيد بك في نهاية المطاف حين تحق الحق وتتخذ الإجراءات السليمة، بغض النظر عما ستؤول إليه نتيجة المساءلة السياسية! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة