كلمة راس: المدرسة ليست سجناً يا دكتورة
أعلنت وزارة التربية يوم 9/10/ 2010 أنها ستغطي جميع مدارس الكويت بمعدل 16 كاميرا مراقبة لكل مدرسة، لمتابعة السلوك الطلابي وتحقيق الأمن والحماية للمنشآت التربوية.الوزارة أعلنت ذلك وكأنها تعلن إنجازاً تربوياً كبيراً تفاخر به وتحفظه في سجلاتها بأحرف من نور، وقد تبروزه وتعلقه في مكتب الوزيرة، وأعتقد انه سيكون ضمن أبرز العناوين التي سيحويها تقرير إنجازات الوزارة لهذه السنة.
لو كان هذا البيان صادراً عن وزارة الداخلية لما علقنا أو عقبنا عليه، لكن أن يصدر من وزارة التربية وأن يحدث في مدارس الكويت ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين وبعد مسيرة طويلة في مجال التربية والتعليم العام، فإنها انتكاسة وسقطة لا يجوز السكوت عنها أو التسامح معها... هل يريد المسؤولون عن وزارة التربية تحويل مدارس الكويت إلى سجون مركزية تراقب كل حركات وسكنات الموجودين فيها؟ هل هذا أحدث مكتشفات الوزارة في مجال التربية؟ هل أصبح الطلاب والطالبات منحرفين أو شواذ استلزم البحث عن كاميرات تراقب كل تحركاتهم؟ ومن سيحتفظ بالأشرطة التي ستصور الطلاب والطالبات؟ هل نسي المسؤولون في الوزارة أن المباني التي سيركّبون فيها الكاميرات هي مدارس للتعليم والتربية؟ هل تشكك الوزارة في قدرات النظار والناظرات على ضبط النظام في مدارسهم؟ وهل درست الوزارة تأثير الإحساس بالمراقبة الدائمة على نفسيات الطلاب والطالبات؟ هل تريد الوزارة أن تحول المدرسة إلى برنامج "ستار أكاديمي"؟أرجو أن تسارع وزارة التربية إلى إعادة النظر في هذا القرار الذي أقل ما يمكن أن نقول عنه إنه قرار لا يصلح أن يصدر من وزارة أخص اختصاصاتها الإشراف على تربية أجيال المستقبل. كما أدعو أعضاء اللجنة التعليمية في مجلس الأمة إلى أن يمارسوا دورهم الرقابي في متابعة هذا القرار وتبعاته الخطيرة على أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات.وأظن أيضا أن الواجب يحتم على جمعية المعلمين، التي هز أعضاءها إضافة خمس وعشرين دقيقة إلى دوام يوم الثلاثاء، أن تبادر إلى إبداء رأيها في هذا القرار الخطير. * منطقة أبوالحصانية منطقة سكنية... وفجأة تحول جزء منها إلى محلات تجارية، كيف لا أحد يدري؟ هل ستتحول القسائم المجاورة كلها إلى قسائم تجارية وتقلب المنطقة رأساً على عقب، أم أن الترخيص خاص وخاص جداً لأصحاب تلك القسائم؟سؤال يحتاج إلى جواب من المسؤولين في البلدية.