رياح التغيير القادمة غرباً (1)

نشر في 28-10-2010
آخر تحديث 28-10-2010 | 00:01
 إيمان علي البداح نجح الشباب السعودي في فرض نفسه على الساحة السياسية كلاعب رئيسي، وكان له دور كبير في الكثير من القضايا أوضحها كان فيضانات جدة والإفراج عن سمر بدوي، ولا يمكن للمتابع إلا أن يتساءل عن أسباب الرِدّة الكويتية رغم «الإرث» الديمقراطي النسبي مقابل التطور النسبي الملحوظ في العمل الشعبي في الجارة الشقيقة رغم غياب المؤسسات الدستورية والأدوات القانونية. «كلونا البدو»... «باقونا التجار»... «أساء لنا الشيعة»... «اضطهدونا السنّة»... عصابات تعيث بالبلاد وتأخذ ما تريد بقوة اليد، وسلطة تشريعية تتشمت وتشجع، وحكومة مشلولة وضائعة.

كلها مظاهر صارخة لسقوط الدولة لا نملك لوم «مصالح خارجية» أو «تمويل عميل» أو «طمع الجيران» عليها، بل لأول مرة في التاريخ الحديث لا يسعنا إلا أن ننظر إلى الخارج لبصيص من الضوء في آخر هذا النفق المظلم.

بلاشك أن ما يحدث في الجارة السعودية منعش وباعث لأمل اقتربنا من فقدانه، ولا أتحدث هنا عن محاولات تحجيم الجماعات السياسية الدينية المحلية والإقليمية وإقفال صنابير الدعم والتمويل عنها، ولكن أعني تحديداً موجة التغيير الشعبي بقيادة الشباب المتعلم والمثقف برضوخ خجول من أصحاب القرار.

فالمتابع للحالة السعودية لا يسعه إلا أن يلحظ ارتفاع سقف حرية التعبير سواء في وسائل الإعلام التقليدية (كالصحافة والتلفاز) أو عبر الوسائل الإلكترونية وقنوات الإعلام الاجتماعي كالمنتديات والمدونات والـ»فيس بوك» و»تويتر» وغيرها.

فقد نجح الشباب السعودي في فرض نفسه على الساحة السياسية كلاعب رئيسي، وكان له دور كبير في الكثير من القضايا، أوضحها كان فيضانات جدة والإفراج عن سمر بدوي. كما للمرأة السعودية دور واضح للعيان في إثارة ونقاش القضايا العامة والقضايا الخاصة بحقوقها الإنسانية والمدنية.

ولا يمكن للمتابع إلا أن يتساءل عن أسباب الرِدّة الكويتية رغم «الإرث» الديمقراطي النسبي مقابل التطور النسبي الملحوظ في العمل الشعبي- وإن لم يرق بعد للطموحات- في الجارة الشقيقة رغم غياب المؤسسات الدستورية والأدوات القانونية.

للفرق أسباب عدة: منها وضوح الطبقات الاجتماعية الاقتصادية، ونمو طبقة وسطى قادرة على المواجهة والمطالبة بشيء من الحريات والعدالة الاجتماعية، ومنها أيضا وجود قرار سياسي واضح- بغض النظر عن دوافعه ومؤثراته- وأهمها في رأيي هو التعليم.

ففي الوقت الذي كانت فيه الكويت تعبث بالمناهج الدراسية وتعرقل علم المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة وتبخل بالبعثات الدراسية على مستحقيها، كانت السعودية ولاتزال تستثمر في المؤسسات التعليمية، وتدعم التعليم الأساسي والمهني والعالي، وتبعث بالآلاف إلى أرقى جامعات العالم في الكثير من التخصصات العلمية الدقيقة. فكانت النتيجة شبابا متعلما ومتسامحا ومسؤولا قادرا على الحوار والتنظيم والضغط من أجل وطن أفضل.

آخر الكلام:

Happy Halloween مرة أخرى للمحتفلين والمحتفى بهم الذين قرورا البقاء على قلوبنا طوال العام مثيرين الفزع والاشمئزاز... الرجاء المغادرة والعودة في العام القادم فلربما نفتقدكم!

back to top