«وين المطر»؟!
![محمد راشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/734_1690476214.jpg)
نعم متى يأتي المطر، لأنه الوحيد الذي يمكنه غسل النفوس من الداخل وتنظيفها بمواد لم تستعمل من قبل، وهو البوابة الوحيدة لفتح صفحات جديدة لا صفحة واحدة بين الجميع، كما أنه فرصة لن تتكرر لإعادة الحسابات ووضع مصلحة هذا البلد وأبنائه من الشرائح المختلفة في مقدمة الأولويات، فالحياة رحلة سفر ربما تطول بعض الشيء لكنها حتما ستنتهي، ولا أفضل من أن تختتم الحياة بذكرى عطرة من إنسان تسامى على جراحه واعتذر، وآخر عفا عن كل من أساء إليه، هنا يدرك المطر أنه في بيته القديم وبين أحبته وجيرانه، فلن يتردد لحظة في القدوم مسرعاً، فهل سيسعى الجميع أو على الأقل البعض منّا إلى تعبيد الطريق أمام المطر لنستمتع برهامه الجميل قبل نهاية فصل الشتاء؟! في السابق كان أكثر من يبحث وينتظر المطر هم أهل المخيمات، أو بعض الشباب من محبي "التشفيط"، لكن الآن اختلف الوضع، وأصبح الجميع يسأل ويتابع أخبار الطقس بحثاً عن المطر، فالكل يشعر أنه بأمسّ الحاجة ولو بقطرات قليلة من هذه النعمة التي تغسل القلوب ويستجاب فيها الدعاء، وكلنا أمل في كرم رب العباد لتنزيل الغيث على هذه البلاد في القادم من الأيام، لتكون سبباً في دخول الرحمة والمودة في قلوب البعض ولتطوي سنوات عجافاً من العلاقة المتوترة بين أبناء الجلدة الواحدة، فأين المطر؟!سحابة:نتمنى ألا يخرج علينا أحدهم ويقول إن أسباب عدم نزول المطر هو لكثرة الذنوب والخطايا وأن الله غاضب علينا، فالأمطار تهطل بغزارة على بلاد "الكفار" على مدار العام، فهل يا ترى ذنوبنا أكثر من ذنوبهم؟!