لقاء «عتب» بين شنودة وأحد المقربين من مبارك ينتهي بـ «صفقة» تضمن دعم الأقباط لـ «الوطني»
كشفت مصادر كنسية مطلعة عن أن لقاء سريا تم منتصف الأسبوع الماضي بالمقر البابوي بالعباسية، جمع بين البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبين سياسي رفيع المستوى، وصف بأنه من أكثر السياسيين المصريين نفوذا داخل الدولة المصرية، والمقرب بشدة من الرئيس المصري حسني مبارك.وذكر المصدر أن اللقاء الذي تم يوم الثلاثاء الماضي استمر قرابة ثلاث ساعات، وأن الطرفين بحثا خلاله الأوضاع السياسية الداخلية، والتوتر الطائفي المتصاعد في مصر.
وأشار المصدر إلى أن السياسي البارز نقل الى شنودة مخاوف مبارك من حال الاحتقان الطائفي التي تعانيها البلاد وعدم رضاه عن أسلوب المسيحيين في التظاهر، علاوة على إصرار رجال الكنيسة والكهنة على إثارة مشاعر الشباب المسيحيين. وطلب السياسي النافذ من البابا شنودة، بحسب المصدر الكنسي، "ضرورة التدخل الشخصي السريع والمباشر لوقف هذه الأفعال"، التي قال إنها "لن تجلب إلا المزيد من الكوارث للمسيحيين والمسلمين على حد سواء".في المقابل، طلب البابا شنودة من السياسي البارز التدخل أيضا لدى وزارة الداخلية لإلغاء قرار وزير الداخلية بإلغاء تسجيل الاسم الكهنوتي لأبناء الكهنة الصادر أخيرا والسماح ببناء الكنائس وتوسيعها وزيادة أعداد قوات الشرطة المكلفة بتأمين الكنائس، وعدم التدخل في أمور الكنيسة وقوانينها وتشريعاتها.وأشار المصدر إلى أن البابا وعد في نهاية اللقاء مع السياسي البارز بأنه سيتدخل لتهدئة شباب المسيحيين وأيضا التنبيه على الكهنة بعدم إثارة الشباب أو المواطنين المسيحيين عموما مع إلغاء أعمال التظاهرات والاحتجاجات في المحافظات، مشيرا إلى أنه سيوجه نداء إلى جميع المسيحيين بدعم مرشحي الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم في جميع الدوائر خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة وأيضا مساندة مرشح "الوطني" في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل، وذلك مقابل حسم ملف بعض الملفات التي تهم الكنيسة وبينها تسليم المسيحيات اللواتي أسلمن إلى السلطات الكنسية، والسماح بتوسيع الكنائس.