عباية أنجيلينا جولي!
جماعتنا من الفنانين العرب ممن منحوا لقب «سفير النوايا الحسنة» والتقطت لهم صور فوتوغرافية وانتشرت أخبارهم في الإعلام، تفنن بعضهم في رمي اللقب على المنظمات الدولية التي منحتهم إياه لأسباب تافهة... بينما نرى أنجيلينا جولي «أم العباية السودا» بشخصيتها الفاعلة ومصداقيتها وجهودها البارزة تشكل وحدها ماكينة إعلامية عملاقة في هذا المجال.
أول العمود: لي صديق استعان بعامل أدوات صحية لغرض في بيته وسلّم إليه أجرته وذهب، وتبين أن العامل أفسد أكثر مما أصلح... الصديق يتصل به ليخبره بما فعل، لكنه لا يرفع التليفون فقط يسمع الدعاء التالي: "اللهم أغننا بحلالك عن حرامك"!** **
ملايين الدولارات طارت في جسر جوي سريع إلى البؤر المنكوبة في باكستان من دول الخليج العربية ساهم فيها رؤساء الدول والحكومات والمؤسسات المالية والأفراد. ما يثيرني في مثل هذه الأحداث الغياب الإعلامي للدور الخليجي والعربي عامة لمثل هذا النشاط الكبير الذي يفوق أحياناً حجم تبرعات الدول الكبرى. الممثلة الأميركية أنجلينا جولي "أم العباية السودا" تشكل وحدها ماكينة إعلامية في الغرب كسفيرة نوايا حسنة للأمم المتحدة، وهي شخصية فاعلة وذات مصداقية عالية تنشر تقريراً دورياً عن ثرواتها الخاصة لكي تثبت تناقصها مع مرور الزمن (تبرعت بـ100 ألف دولار من محفظتها لباكستان)، وكانت قد منحت مبلغ مليون دولار لأحد معسكرات اللاجئين الأفغان في باكستان، ومبلغاً مماثلاً لمنظمة "أطباء بلا حدود"، و"منظمة الطفل العالمية"، و"منظمة غلوبال إيدز أليانس"، ومنكوبي دارفور، و5 ملايين دولار لأطفال كمبوديا، وأنشأت عيادة طبية لمكافحة الإيدز في إثيوبيا. وزارت اللاجئين في العراق ولبنان وكينيا وأفغانستان ودارفور والسلفادور ودول أخرى حتى ظهر التعب على شفتيها... الخلاصة أنها احترمت لقب "سفيرة النوايا الحسنة" واحترمت ما يترتب على هذا اللقب من عمل.جماعتنا من الفنانين العرب ممن منحوا هذا اللقب، وأولهم الفنانة صفية العمري عام 1994 وبعدها دريد لحام وعادل إمام وسعاد عبدالله ومنى واصف وحسين فهمي وغيرهم، حصلوا على جواز أممي ولقب سفير للأمم المتحدة والتقطت لهم صور فوتوغرافية وانتشرت أخبارهم في الإعلام، ثم تفنن بعضهم في رمي اللقب على المنظمات الدولية التي منحتهم إياه لأسباب تافهة (الاحتجاج على المواقف الدولية من حرب لبنان 2006!)، ولو كانت أنجلينا تفكر بعقليتهم لاستقالت وأصبحت "سفيرة النوايا الشريرة" بسبب سياسات رؤساء بلدها وما فعلوه في العراق وأفغانستان والصومال وغيرها من الدول. حتى حياتها الشخصية تدل على مدى تغلغل الحس الإنساني فيها (نصف أبنائها من الشؤون، كما نقول في الكويت، تبنتهم من كمبوديا وإثيوبيا وفيتنام وضمتهم إلى أبنائها البيولوجيين!).مطلوب من فنانينا قليل من المصداقية وعمل الكثير من أجل العرب في بؤر التوتر والكوارث في العالم، فالأموال موجودة، وجمعيات الهلال الأحمر منتشرة في كل البلدان العربية، والفنانون المشهورون كثر، وتبقى الرغبة والصدق للتصدي لهذا الميدان الإنساني، فلا يعقل أن يكون اثنان من الفنانين العرب يحملان لقبَ "سفير مكافحة الجوع" (محمود ياسين وهند صبري) ونسمع عن فضائح بيع لحوم الحمير للناس في الجزائر وتونس!