في السنوات الأخيرة وخاصة في السنتين الماضيتين حظي الإعلام المرئي والمقروء والمسموع باهتمام خاص من حضرة صاحب السمو أمير البلاد، تبين ذلك من خلال خطابات سموه التي تكررت خلال تلك الفترة، وتخصيص جزء مهم منها للحديث عن أهمية الإعلام واعتزاز الكويت بما وصل إليه من مستوى مؤثر استطاع أن ينقل الكويت إلى مساحات جغرافية أوسع، لكن سموه أيضاً نبه وكرر تنبيهه في كل الخطابات السابقة إلى بعض التجاوزات الخطيرة التي بدأت تغزو وسائل الإعلام المختلفة، وكأنها عدوى سريعة الانتشار إن لم نبادر إلى محاصرتها ومعالجتها فإنها قد تدمر كل إنجازاتنا، بل وقد تتعدى ذلك إلى شق صفنا وهدم سور وحدتنا وثوابتنا.

Ad

وقد ركز سموه على أن الحرية المكفولة للجميع للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم في الشؤون المختلفة لا تعطي الحق لأي أحد كان أن يسيء إلى الغير ويستخدم تجاهه أسلوب التجريح واستباحة الخصوصيات والعزف على الإيقاعات الطائفية والقبلية والفئوية... فهناك فرق بين الحرية المنضبطة بضوابط الشرع والأخلاق والقانون، وبين الحرية المنفلتة التي تضرب في كل اتجاه وتخوض في كل المواضيع دون مراعاة لحد ولا حساب لمصلحة ولا اعتبار لتبعات.

في خطاب أمس الذي افتتح به صاحب السمو دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة أكد ذلك وشدد عليه، لافتاً انتباه أعضاء السلطتين إلى وجوب التحرك نحو معالجة تلك الأوضاع والحد من تلك التجاوزات في إطار الحريات التي كفلها الدستور واعتادها أبناء هذا الشعب.

كنا نحلم بأن يحفظ لنا العراقيون جميل قيامنا بدور كبير وفاعل في عملية تحريرهم من نظام صدام حسين البائد، لكنهم -وهذا أمر غير مستغرب- ردوا لنا إحساننا بنقيضه وبأساليب تنوعت وتعددت حتى كان آخرها وأخطرها قرار السلطات العراقية باختيار منطقة "خضر الماء" القريبة من الحدود الكويتية- العراقية لدفن المخلفات العسكرية الملوثة بمادة اليورانيوم.