هروب اللاعبين يتطلب نظاماً لمنعه
وضع مسؤولون سابقون وحاليون بعض الحلول لتلافي انتقال اللاعبين إلى أندية خارجية من دون الحصول على موافقة أنديتهم، وتتمثل هذه الحلول في تطبيق نظام الاحتراف الكلي وتنفيذ القوانين الوطنية ووضع نظام للانتقالات الخارجية والداخلية.
ثمانية لاعبين من لاعبي كرة القدم انتقلوا خلال عام ونصف العامإلى أندية خارجية من دون الحصول على موافقة أنديتهم. البداية كانت من حارس مرمى التضامن السابق والعربي الحالي خالد الرشيدي، ثم تبعه حارس مرمى السالمية السابق، والقادسية الحالي، صالح مهدي، مروراً بلاعبي الجهراء والنصر عادل حمود الشمري وطلال نايف، وصولاً إلى الرباعي حمد أمان وجابر جازع ومرزوق زكي وعبيد منور، وبالطبع فإن موقف هؤلاء اللاعبين أصاب المتابعين، خصوصاً من جماهير الأندية، بالدهشة، بينما رآه المقربون من الوسط الرياضي أمراً عادياً ومنطقياً ورد فعل طبيعياً جداً، لتعنت الأندية مع لاعبيها في منحهم الفرصة في الانتقال الخارجي أو الداخلي.
«الجريدة» من جانبها استطلعت آراء مسؤولين سابقين وحاليين ولاعبين ووكيل لاعبين، لمعرفة آرائهم في ما فعله اللاعبون، وكيفية تلافي هذا الأمر مستقبلاً.العدساني: ثلاث جهات تتحمل المسؤوليةفي البداية، أكد رئيس نادي كاظمة السابق وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة السابق سليمان العدساني أن ثلاث جهات تتحمل مسؤولية هروب اللاعبين، وهي الهيئة العامة للشباب والرياضة، والحكومة، ولجنة الشباب والرياضة بمجلس الأمة، فقانون الاحتراف 2005/49 منح في مادته الثالثة الهيئة الحق في وضع اللوائح والقوانين ونظم وشروط انتقال اللاعبين، بما يحفظ حق الأندية واللاعبين في ذات الوقت، على أن يتم هذا بالتنسيق بين الهيئة والاتحاد والأندية، ولكن هذا الأمر لم يحدث رغم أن القانون تم تشريعه منذ خمس سنوات، ليتم هضم حقوق اللاعبين والأندية معاً، وكان نتاج ذلك لجوء اللاعبين إلى خطوة الاحتراف دون موافقة أنديتهم، مضيفاً أن الحكومة تتحمل أيضاً المسؤولية، لأنها جهة تنفيذية كان يفترض عليها تنفيذ القانون، وهذا ما ينطبق أيضاً على لجنة الشباب والرياضة البرلمانية التي كان يتعين على اعضائها متابعة ومراقبة تطبيق القوانين بشكل كامل.وقال العدساني إنه بات يتعين على الجهات الثلاث حالياً أن مناقشة الأمر بشكل جدي، ومن دون تسويف بوضع نظام كامل للانتقال يراعى فيه حقوق الجميع.المضف: «الهروب» ليس مفاجأةمن جانبه، أشار أمين سر النادي العربي عبدالرزاق المضف إلى أن هروب اللاعبين لا يمثل مفاجأة للعالمين ببواطن الأمور، خصوصاً في ظل عدم منح الفرصة لهم في الانتقال على الرغم من أن الكويت كانت رائدة في المنطقة في هذا الشأن، إذ كان يمنح في ستينيات الفن الماضي الحرية للاعبين في الانتقال بشكل سنوي، مضيفاً: «لكن للأسف الشديد بات الوضع حالياً غريباً جداً، إذ أصبح اللاعب مملوكاً للنادي»، مطالباً القائمين على شؤون الرياضة بضرورة وضع نظام يتيح الانتقال للاعبين، ولو مرة كل خمس سنوات، مع تسهيل عملية انتقال اللاعبين إلى الخارج، لا سيما إذا كانت العروض مناسبة لهم وللأندية معاً، مؤكداً أن مسؤولي العربي لن يمانعوا في منح اللاعبين الفرصة في الانتقال الخارجي متى تلقوا عروضاً جادة.الغربللي: وهم كبيربدوره، أكد عضو مجلس إدارة نادي كاظمة جهاد الغربللي أن هروب اللاعبين إلى الخارج من اجل العودة إلى الكويت مجدداً والانتقال إلى الأندية الكبرى يمثل وهما كبيرا لهم يجب أن يفيقوا منه، لا سيما أن الأندية التي تمتلك الإمكانيات التي ترضي طموح اللاعب، سواء كانت مادية أو جماهيرية لن تستوعب كل اللاعبين الذين سينتقلون إلى الخارج، مضيفاً أن اتباع هذا الأسلوب للتحايل على القوانين الوطنية أمر مرفوض تماماً، لافتاً إلى أن سفر اللاعبين للخارج بغرض العودة إلى الأندية الكبرى يمثل مغامرة غير محسوبة العواقب، إذ انهم يفرطون في فرصة اللعب في التشكيل الأساسي مع انديتهم، والانتقال إلى أندية أخرى مكدسة بالنجوم لتصبح فرصة مشاركتهم محدودة.وقال الغربللي إن قرار عدم الانتقال الداخلي الذي وضع في بداية السبعينيات من القرن المنصرم جاء بهدف الحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية للمنافسة على الألقاب، وبالتالي يجب على الجميع احترام هذا المبدأ، مؤكداً أنه في الوقت نفسه لا يمانع في وضع نظام انتقال جديد وفقاً لضوابط معينة بحفظ حقوق النادي الذي ينفق الكثير على اللاعبين منذ نعومة أظفارهم وكذلك للحفاظ على حقوق اللاعب. السويلم: الوضع الرياضي مُتدنٍّمن جانبه، ألمح عضو مجلس إدارة التضامن صالح السويلم إلى أن احتراف اللاعبين الخارجي من دون الحصول على اذن النادي أمر مرفوض تماماً، ولا يمت إلى الشرعية بصلة، لكن في الوقت ذاته يجب على الأندية تسهيل انتقال اللاعبين إلى الخارج أو الداخل ايضاً، لا سيما أن هذا الأمر سيفيد الأندية مادياً ويفيد اللاعبين مادياً وفنياً، مشدداً على أن الوضع الرياضي حالياً متدنٍّ في شتى المناحي، فلاعب مثل حمد أمان تلقى عروضا مغرية من ناديي العربي وكاظمة على سبيل الإعارة لكن الهيئة اصدرت قراراً قبل بداية الموسم الجاري منعت فيه مجالس إدارات الأندية المعينة من الموافقة على انتقال لاعبيها سواء بنظام البيع أو الاحتراف، مختتماً كلامه بضرورة تغيير الأنظمة واللوائح حتى لا تزداد الأمور سوءاً.الصراف: مهدي فتح الطريقوأكد وكيل اللاعبين المعتمد من قبل الاتحاد الكويتي لكرة القدم أحمد الصراف أنه في ظل تعنت الأندية، التي تقف حجر عثرة في انتقال لاعبيها، كان من البديهي أن يبحث اللاعبون عن حلول يضعون بها الأندية أمام الأمر الواقع، لذلك جاء قرار الاحتراف الخارجي من دون الحصول على موافقة الأندية، لا سيما أنهم لاعبون هواة وغير مرتبطين بعقود، وهذا ما فعله أيضاً اللاعبون الإماراتيون قبل خمس سنوات، حينما انضم فيصل خليل إلى أحد الأندية السويسرية من دون الحصول على موافقة ناديه، لذلك تدارك المسؤولون في دولة الإمارات الموقف من خلال تطبيق نظام احتراف حقيقي، وهذا ما يجب على المسؤولين هنا اتباعه، مضيفاً أن اللاعبين هم الحلقة الأضعف، لذلك جاءت قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم منصفة لهم لا للأندية. وقال الصراف إن انتقال حارس السالمية السابق صالح مهدي إلى الدوري المجري تم عن طريقه كونه وكيل أعمال الحارس، مشدداً على أن مهدي هو مَن فتح الطريق أمام اللاعبين، وليس خالد الرشيدي، لا سيما أن خالد احترف منذ عام ونصف، ولم يستوعب حينئذ اللاعبون تصرفه.كنكوني: لا لوم على اللاعبينومن جهته، قال حارس كاظمة شهاب كنكوني إن مغادرة اللاعبين الستة إلى الخارج من دون موافقة أنديتهم أمر ينظر إليه البعض على أنه هروب، بينما يراه البعض الآخر طموحا يسعون من خلاله إلى تحقيق الأفضل، سواء فنياً أو مالياً، مضيفاً من وجهة نظره أنه لا لوم على اللاعبين الستة الذين انتقلوا إلى أندية خارجية، لا سيما أن ما يحصل عليه اللاعبون في «الديرة» لا يمكن مقارنته بما يحصل عليه اللاعبون في منطقة الخليج، مشدداً على أنه لو عاد به الزمن قليلاً إلى الوراء لاتبع نفس الأسلوب، خصوصاً أن اللاعبين يسعون إلى تأمين مستقبلهم المادي، وهذا الأمر ليس حراماً ولا عيباً.وقال كنكوني: «إذا أراد المسؤولون الخروج من هذه الأزمة يتعين عليهم تطبيق نظام للاحتراف الكلي يلبي المتطلبات المالية للاعبين، ويعمل على الارتقاء بمستواهم الفني والبدني».علي: الأندية الكبيرة تمنح لاعبيها الكثيروالتمس لاعب المنتخب الوطني ونادي الكويت وليد علي العذر لزملائه اللاعبين، مؤكداً أن ما يحصلون عليه من أنديتهم أمر يندى له الجبين، موضحاً أنه من الصعوبة بمكان احتراف لاعب من أندية الكويت والقادسية والعربي وكاظمة على غرار هذا الأسلوب، لأن هذه الأندية تمنح الكثير للاعبيها، لافتاً إلى أنه يحترم كثيراً ما تفعله إدارة نادي الكويت التي لم ولن تبخل على لاعبي النادي في كل اللعبات لا في كرة القدم فقط، إذ إنها تقوم بتعويض أي لاعب يأتي له عقد احتراف خارجي وترفضه الإدارة، وهذا لا يجعله يفكر في ترك النادي إلا إذا جاء ذلك بموافقة ورضا مجلس الإدارة.