رحلة في العواصم 
العربية الثائرة

نشر في 25-02-2011
آخر تحديث 25-02-2011 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي قبل أن أمضي في كتابة المقال أتوجه بالمباركة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وإلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، والشعب الكويتي الكريم بمرور خمس سنوات على تولي سموه مسند الإمارة وبمناسبة عيدي الاستقلال والتحرير أعادها الله عليكم بكل خير.

لعل القنوات الإخبارية في الوطن العربي هي الرابح الأكبر من بين القنوات الأخرى، فقد استطاعت خلال شهري يناير وفبراير جمع أكبر قدر من المشاهدين المتابعين لأحداث حبست أنفاس الرؤساء قبل الشعوب في ظاهرة أحدثت تغيراً في التاريخ الحاضر؛ ما كان ليتنبأ أحد من المنجمين به، ولكنها مشيئة الله وسنته في خلقه.

الجميل في الأحداث أن المشاهد العربي هذه المرة قد تبادل الأدوار في عرض مسرحي لمسرحية في الهواء الطلق كان عنوانها واحد «الشعب يريد إسقاط النظام»، ومؤلفها بوعزيزي، ومن بطولة الشباب «فوتوغراف» و»الفيس بوك» و»التويتر»، ومونتاج قناة «الجزيرة» بمساعدة «العربية» والـ»بي بي سي»، وإخراج الشعوب المقهورة... وحتى لا نهضم حق الكومبارس فهم- وللتاريخ- الحكام الطرشان.

وبما أن العنوان رحلة في العواصم العربية والقائمة طويلة من حيث العدد وقرب التوقيتات، فسألخص كما يفعل المدرس في نهاية الحصة بحسب الترتيب ولا أدري إن كانت هذه الحصة في التاريخ أم في القيم والأخلاق أم في النشاط الحر يتعلم فيه الحكام أبجديات العهر لكنها كالتالي:

الجزء الأول «من نبض الشعوب»

- تونس كسر حاجز الخوف بجدارة واستحقاق.

- مصر قمة في الإصرار والعزيمة.

- ليبيا تضحية غير مسبوقة رغم الحديد والنار.

- اليمن ما يصح إلا الصحيح والقطار تحرك.

الجزء الثاني «تقييم الرؤساء»

- زين العابدين بن علي؛ حرامي على مستوى، فهم الشعب بعد فوات الأوان لأنه بطيء الفهم.

- محمد حسنى مبارك؛ حاول ثم حاول، وساق المبررات لعدم تنحيه، لكنه انصاع قبل فوات الأوان، ففهم معنى التنحي ولم يفهم مطالب الشعب.

- معمر القذافي؛ لم يفهم لأنه من فصيلة (الحُمُر الوحشية) (المختلفة) وزعيمها، وللتأكد ارجع إلى خطاب ولده سيف الإسلام لتعرف نوع الجينات من دون إجراء اختبار «دي إن إيه» لإثبات النسب.

- علي عبدالله صالح أو «الشاويش»، كما يحلو لأهل اليمن تسميته؛ هذا المؤمن بصناديق «الاقتراع» وليس بالاقتراع، وبنظرية المؤامرة لأن من يهتف بالشارع هم من كوريا الشمالية وليسوا من أبناء اليمن، أما وعوده الإصلاحية فحدث ولا حرج ولا أظنه سيفهم.

الجزء الثالث «الخلطة الغبية»

- مرتزقة وبلطجية في كل العواصم السابقة الذكر إلا أن الفرق فيما بينها لا يعد إلا في بلد المنشأ، أي أنهما محليان في كل العواصم باستثناء ليبيا فمستورد.

- محاولة إدخال الجيش والطيران في الوحل القذر لم ينجح فيها أحد، والقذافي تم ضبطه متلبسا ببرشامة أجنبية، أما في اليمن فالنتيجة معروفة سلفاً.

الخلاصة:

الشعب عندما يغضب على رئيسه تكون النتيجة واحدة «يصعد ينزل يمشي، يمشي هو ونظامه» مفهوم؟

- للشهداء قال تعالى «وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيماً»- سورة النساء- الآية (104).

ودمتم سالمين.

back to top