لم تأتِ ردود الفعل على المسلسلات والبرامج الحوارية التي تعرض خلال شهر رمضان الحالي من المشاهدين كما كان منتظراً وكما يحدث عادة، بل من النقابات والمحاكم والأشخاص الذين يعتبرون أن هذه المسلسلات أساءت إليهم بشكل أو بآخر، صحيح أن هذه الظاهرة واجهت بعض المسلسلات في السنوات الماضية إلا أنها هذه السنة فاقت التوقعات ووصلت إلى حدّ المطالبة بوقف عرضها، ولا يبدو أن تداعياتها ستنتهي قريباً.

Ad

تتحدث مصادر إعلامية أن الإعلامية نضال الأحمدية وكلت بشكل رسمي المحامي المصري حمدي قنديل، ليتقدم بطلب إلى قاضي الأمور المستعجلة لإيقاف برنامجها «مع نضال الأحمدية» على قناة «القاهرة والناس» لعدم رضاها عن المونتاج الذي دفع الصحافة إلى انتقادها وجعل البرنامج يبصر النور بشكل لا يليق بإسمها ولا يعتبر صالحاً للعرض من الناحيتين التنفيذية والتقنية، بالإضافة إلى عدم حصولها على مستحقاتها المالية كاملة من المنتج عمرو عفيفي، الذي غادر بيروت من دون أن يدفع لفريق عمل البرنامج مستحقاته.

ما حصل مع الأحمدية دفع كثراً إلى التساؤل: «هل ثمة مؤامرة حيكت ضد الإعلامية اللبنانية لتحطيم صورتها أمام الجمهور العربي؟ في مراجعة للوقائع يتبّين أن المونتاج اقتطع أجزاء مهمة من الحوار وأظهر الأحمدية كأنها غير قادرة على الإلمام بشخصية الضيف وبدت كأنها تسأل وتجيب نفسها أو تنتقل من موضوع إلى آخر من دون الحصول على الجواب، فهل يعقل أن تصبح مدة الحوار 20 دقيقة، بينما يتم تصوير ساعة ونصف الساعة مع كل ضيف!

ترجح مصادر أخرى أن ما حصل هو مؤامرة ضد اللبناني كميل طانيوس نفسه الذي اشترطت الأحمدية أن يكون مخرج برنامجها، إذ يتعرّض لهجوم عنيف في مصر وانتقادات لاذعة تتهمه بأنه فشل في إخراج «مع نضال الأحمدية» الذي كان يعوِّل عليه المشاهدون الكثير، ويتردد أن المنتج عفيفي لا ينفكّ يقول في مناسبة وغير مناسبة: «ده مخرج ما يعرفش يشتغل».

علّقت الاحمدية في حديث إذاعي بالقول: {هذا عمل إنتقامي... لا أعرف ماهية هذه الحرب! أقف إلى جانب كميل طانيوس للموت ولن أرضى أن يكون ضحية وتهون أمامه كل البرامج».

أما المفاجأة الأكبر فجاءت من الإعلامي طوني خليفة في برنامجه «دولارات وسيارات» على شاشة «الجديد» من إخراج طانيوس نفسه، حين خاطبه خليفة على الهواء مباشرة قائلاً: «شو بعدك علقان بالمشاكل، ما قلتلك تعا اشتغل معي»... لنفاجأ به بعد لحظات يقرأ لنا رسالة قصيرة وصلته على هاتفه تقول: «رخيص يا طوني، الله يبليك» ويعلن أن صاحبة الرسالة إعلامية كبيرة «مريضة» كما وصفها، وقرأ رقمها علناً على الهواء ما جعل البعض يرجّح أنه يقصد الأحمدية نفسها.

العار

بعد عرض حلقاته الأولى رفع د. حمدي السيد، نقيب الأطباء، دعوى قضائية ضد مسلسل «العار» بسبب مشاهد تدخين الشيشة والمخدرات التي يتضمنها المسلسل وتساهم في الترويج لها مخالفاً بذلك شعارات الحدّ من التدخين في الأعمال الفنية التي ترفعها النقابة.

لم تكن هذه الدعوى الوحيدة التي رفعت ضد المسلسل، فقد أثار جدلا حوله منذ الإعلان عن بدء التصوير، إذ تقدّم أحد المحامين بدعوى قضائية ضده بسبب مشاهد الرقص الذي يتضمنها، بالإضافة إلى مشاهد العري وارتداء ثياب النوم والإيحاءات والنظرات الجنسية التي تقدمها علا غانم ضمن أحداث المسلس.

كذلك واجه المسلسل غضب الشارع المغربي بعدما جسّدت فيه الفنانة المغربيَّة الشابة إيمان شاكر (ملكة جمال المغرب 2009 وملكة جمال العرب وسوبر موديل العرب 2009) دور مومس يتصارع عليها تاجر مخدرات وثري خليجي، وما زاد من غضبه أنها ظهرت في المسلسل كأنها لا تفهم سوى اللهجة المغربية وذلك عندما بادرها الفنان المصري مصطفى شعبان بالكلام، فردت عليه باللهجة المغربيَّة أنَّها لم تفهم شيئًا لأنها ليست مصريَّة. هكذا صبت هذه اللقطة الزيت على نار «العار» الذي بات يشعر به المغاربة بعدما ظهرت بناتهم بهذه الصورة السلبيَّة.

مسلسل «العار» مقتبس عن فيلم «العار» الذي عرض في منتصف الثمانينيات وتدور أحداثه حول أسرة تتخذ من مقر عملها في دباغة الجلود ستاراً لممارسة تجارة المخدرات.

أدى دور البطولة في الفيلم: نور الشريف، حسين فهمي، محمود عبد العزيز، فيما يؤدي بطولة المسلسل: مصطفى شعبان، أحمد رزق، حسن حسني، شريف سلامة، عفاف شعيب، هبة مجدي، درة، إخراج شيرين عادل.

بالشمع الأحمر

من جهته، تقدّم الدكتور سمير صبري، المحامي بالنقض، بدعوى قضائية أمام المحكمة الاقتصادية للأمور المستعجلة، بصفته وكيلا عن أسرة المرحوم محمد مختار، ضد وزير الإعلام أنس الفقي يطالب فيها بوقف عرض مسلسل «بالشمع الأحمر» (يعرض على القنوات الفضائية خلال شهر رمضان) بطولة يسرا، هشام عبد الحميد، سامي العدل، هادي الجيار. 

استند صبري في دعواه إلى أن المسلسل استمد وقائعه الرئيسة من الوقائع الحقيقية في القضية رقم 21255 لسنة 2008 جنايات مصر الجديدة والمشهورة إعلامياً بقضية طبيب الغدد الصماء، وهي الجريمة التي وقعت في أول أيام شهر رمضان قبل عامين وحكم فيها على القاتل بالإعدام، وقد شكل عرض المسلسل بالتزامن مع الذكرى السنوية للجريمة إساءة بالغة لأسرة القتيل وعدم اهتمام بمشاعرها.

زهرة وأزواجها الخمسة

من جهتها عبّرت نقابة التمريض المصرية عن غضبها الشديد من مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» بسبب إساءة الفنانة غادة عبد الرازق، بطلة المسلسل، إلى سمعة الممرضات، في هذا الإطار تقدم فتحي البنا، نقيب التمريض، بمذكرة إلى وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي يطالبه فيها بالتدخل لدى وزير الإعلام لوقف عرض المسلسل على شاشة التلفزيون المصري والفضائيات،لأن عبد الرازق جسدت شخصية ممرضة تبتزّ المرضى وتسرق الأدوية من إحدى المستشفيات لبيعها في السوق السوداء وتمارس أعمالاً منافية للأخلاق وللشريعة الإسلامية، وهي صورة تشوّه هذه المهنة ورسالتها الإنسانية.

حذّر البنا من استمرار عرض المسلسل، منتقداً في الوقت ذاته عدم إقدام المنتج على عرض السيناريو والحوار على النقابة لمعرفة مدى مطابقته لوضع الممرضات مهنياً ومعيشياً ومادياً.