كان هدفي الأساسي من مقال «وهلك الملحد» هو إيصال الرسالة، واسترعاء انتباه المسؤولين، وقبل ذلك محاولة لفت نظر الخطباء والأئمة كي ينأوا بمساجدهم عن تداول مثل هذه الموضوعات غير المفيدة، والتي غالبا ما يكون ضررها أكثر من نفعها. أسعدني التفاعل الذي لقيه مقالي «وهلك الملحد»، سواء من قبل القراء ابتداءً، أو بعد ذلك من قبل وزارة الأوقاف التي حرصت على التواصل على أكثر من مستوى ولأكثر من مرة للاستفسار عن ملابسات الموضوع. لكن رجوعي اليوم لهذا الموضوع ليس لمجرد التعبير عن الامتنان لهذا، وإنما لتوضيح نقطة وجدت أنها جديرة بالمشاركة معكم أيضاً.
قد يفاجأ بعضكم حين أقول إني لم أزود الأطراف المعنية باسم الخطيب وعنوان المسجد، والسبب في ذلك هو أني لا أعتقد أن هذا يدخل في دائرة مسؤوليتي، فأنا لست بمخبر، وإنما كاتب صحافي يهمه في المقام الأول أن يشير إلى الصورة الكلية، وإلى الظواهر العامة، دون الدخول في دقائقها الجزئية دون حاجة أو ضرورة، وهو ما لا أجده الآن.حين تناولت قصة الخطيب الذي نعت الدكتور أحمد البغدادي، رحمه الله، بالملحد، لم يكن في حسباني السعي إلى معاقبته، وإنما كنت استخدمته كمثال للإشارة والتنويه إلى وجود مثل هذا الخلل الفاحش في مساجدنا. وهذه الحادثة، في جزمي، ليست إلا حادثة واحدة من حوادث عديدة قد تكون حصلت وتحصل بشكل مستمر في مساجد أخرى، ولم يصدف أن تحدث عنها أحد أو كتب عنها.أنا واثق بهذا لأننا في مجتمع يعج بالكثير من القضايا السياسية والمجتمعية، والتي لطالما شغلت الساحات النقاشية المختلفة، والخطباء والأئمة- خصوصا الكويتيين منهم- هم جزء من هذا المجتمع وهذه النقاشات، وغير بعيدين عن التفاعل معها سلباً أو إيجاباً، وما من شك بأن هذا سيجد له انعكاساً على ما يطرحونه في مساجدهم، وبطبيعة الحال فإن الحكمة قد تخون بعضهم لأن هذه طبيعة بشرية تسري عليهم كما هي تسري على غيرهم.كان هدفي الأساسي هو إيصال الرسالة، واسترعاء انتباه المسؤولين، وقبل ذلك محاولة لفت نظر الخطباء والأئمة كي ينأوا بمساجدهم عن تداول مثل هذه الموضوعات غير المفيدة، والتي غالبا ما يكون ضررها أكثر من نفعها، وأعتقد أني بلغت الهدف، ولا أشك بأن الخطيب المعني قد وصلته الرسالة.أدرك أن البعض قد يختلف مع رأيي هذا، وقد يقول قائل إنه كان من الواجب عليّ الإبلاغ عن اسم الخطيب، حتى ينال عقوبته الإدارية وربما ليكون عبرة لغيره، وسأقول بأن الأمر في نهاية المطاف خاضع للاجتهادات الشخصية، وهذا هو اجتهادي، وهذا قراري الذي اطمأن إليه ضميري، فإن أخطأت فأسأل الله المغفرة، وإن أصبت فله الحمد والشكر.
مقالات
أنا... والخطيب... والبغدادي
22-08-2010