سلطان الدويش: المكتشفات الحديثة تؤكد استقلالية حضارات الخليج عن بلاد الرافدين
أكد غياب التنسيق بين البلدية والمجلس الوطني بشأن المناطق الأثرية
أسف الباحث سلطان الدويش لغياب التنسيق بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبلدية الكويت، بشأن انتقاء الأراضي الصالحة للتعمير وبناء المشاريع الحديثة.
استضافت رابطة الأدباء الباحث ومراقب الآثار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلطان الدويش، ضمن محاضرة بعنوان "تاريخ الكويت القديم من خلال الشواهد الأثرية" وأدار الجلسة محمد البغيلي.بدوره، تحدث الباحث ومراقب الآثار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلطان الدويش عن أهم المكتشفات الاثرية في مواقع متفرقة في الكويت، مقدما تعريفا جغرافيا بهذه المناطق، موضحاً أن ثمة معلومات جديدة تقدمها هذه المكتشفات تؤكد وجود حضارات مستقلة بذاتها. كما تحدث الدويش عن الاكتشافات التي حققها فريق البعثات الكشفية، لاسيما المتعلقة بالعصر الحديدي والهيكل العظمي الذي عثر عليه في وضعية القرفصاء، وكذلك القطع الأثرية المتنوعة وأدوات الصيد، وثمة حضارات في الخليج العربي ليس لها ارتباط وثيق بحضارة بلاد الرافدين، وما يؤكد خصوصيتها المكتشفات الحديثة التي تتميز بطابعها المستقل، وثمة مسميات سيستنبطها الباحثون لاحقا وستوازي هذه المسميات مسميات حضارة بلاد الرافدين.ثروة الآثارأكد الدويش أن الآثار ثروة يجب استثمارها في بناء مدن تاريخية دعماً للسياحة، مشيراً إلى عدم التنسيق بين بلدية الكويت والمجلس الوطني، متذمراً من عدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة بين المجلس والشركات التي تقوم بالتعمير في منطقة الصبية، لاسيما بشأن المساحات والخرائط التي وافق المجلس على التعمير فيها، ويأسف الدويش استمرار إزالة الآثار وبناء منشآت عسكرية ومحطات وقود. مكتشفات أثريةوفي حديث عن العمل الأثري فقد كشفت مواقع العصور الحجرية في دولة الكويت منذ منتصف القرن الماضي، وتتركز العصور الحجرية في المنطقة الجنوبية من البلاد، مستعرضاً أبرز المكتشفات الأثرية ومنها عظام متحجرة لحيوانات منقرضة يقدر عمرها 16 مليون سنة، وكذلك آبار مياه في منطقة الصبية، وجرار فخارية وبقايا حضارة إنسانية قديمة، مؤكداً أن الاكتشافات الحديثة تؤكد استقرار الإنسان في منطقة الخليج منذ فترة تعود إلى 700 ألف سنة، إذ عثر على أدوات متنوعة الاستخدام وكبيرة الحجم مصنعة، تعود إلى الفترة الأشولية منذ قبل 700 ألف سنة مضت.كما تحدث الدويش عن فترة حضارة العبيد (5500-4500 قبل الميلاد)، قائلاً: "أطلق علماء الآثار على الفترة الممتدة من الألف السادس قبل الميلاد إلى الألف الرابع قبل الميلاد اسم حضارة العبيد، نسبة إلى تل صغير يعرف بتل العبيد، ويعتبر بداية الاستيطان البشري في منطقة الصبية، وقد عثر على دلائل وجود مظاهر للحياة التي عاشها الإنسان على أرض الكويت منذ 7300 سنة، ومن أهم هذه الأدوات الرحى، وهي أداة مصنوعة من الحجارة لجرش الحبوب، وأقراص المغازل الفخارية، حيث عرف الإنسان في هذه الفترة الغزل وحياكة القماش وبناء وحدات سكنية بيضاوية الشكل، واستخدم الفخار الذي امتاز بالخشونة واللون الأخضر، وكانت غالبيته من الأواني والقدور التي طلي بعضها باللون الأسود والبني وزينت بالرسوم الهندسية".واستطرد الدويش متحدثاً عن المدافن المكتشفة في الكويت، مؤكداً أنه تم تحديد طرق الدفن القديم في أرض الصبية بثلاثة أشكال، وهي وضعية "القرفصاء"، كما وجد الدفن الجماعي في ثلاث مقابر في مناطق مختلفة، إضافة إلى الدفن المنفرد.ثم تحدث عن علاقة الحضارة الدلمونية بجزيرة فيلكا قائلاً: "كشفت البعثة الدنماركية عن مظاهر الحضارة لمملكة دلمون في شرق الخليج، حيث كانت مدنها غنية تعتمد على التجارة والاسفار البحرية، وقد بدأت أعمال المسح الأثري والتنقيب الأثري في جزيرة فيلكا عام 1958، وشاركت بعثات محلية وعربية وأجنبية في الكشف عن كنوز الجزيرة".وتابع الدويش: "عثر على عدد كبير من الأختام في الجزيرة بلغ عددها 600 ختم، وهي دائرية الشكل، وسميت أختام دلمون والغالبية العظمى منها صنعت محليا، وقد وجد عدد من أدوات الحفر بالقرب منها، وعثر أيضاً في جزيرة فيلكا على الفخار بكثرة، إضافة إلى أوان فخارية، وعلى شقاقات كثيرة تعود إلى فترات زمنية متفاوتة ابتداء من مستهل الألف الثاني قبل الميلاد، ووجدت معظم هذه اللقى داخل المباني أو بالقرب منها، وكشف في المبنى الواحد عن أنواع عديدة من فترات مختلفة في طبقات مختلفة نتيجة لاستمرار التوطن في مكان واحد وبناء البيوت الجديدة فوق القديمة ويلاحظ تفاوت تركيب المادة الطينية التي صنعت منها الآنية، إذ تختلف عن مكتشفات بلاد الرافدين.كما تحدث الدويش عن أهمية القلعة الهلنستية المكتشفة حديثاً في جزيرة فيلكا.