نظرة سريعة إلى الحالة النفسية التي سادت افتتاح جلسة مجلس الأمة يوم أمس لا يمكن أن تغفل آثار الحالة المزرية والعجز المرضي الذي تمر به البلاد.
الخطابات التي ألقيت كلها عكست عمق الأزمة وإن بمناظير مختلفة.لأمر ما تشعر أن وجه مجلس الأمة مخطوف، فقد انعقد هذه المرة بعد صيف ساخن أثناء إجازته، ولنا أن نتوقع حالة تلك الأزمات لو كان المجلس في حالة انعقاد.حديث الوحدة الوطنية هو حديث جميل تم ربطه بالديمقراطية ففيه شيء من الخروج على أصولها وأسسها.فالديمقراطية بطبيعتها بطيئة، مملة، تبدو أحيانا أنها خارج الإطار المنطقي، فأصل الديمقراطية يرتكز على التعامل مع الاختلاف وبالتالي فممارستها أساساً تتضمن اختلافاً وتبايناً ومناطق متضاربة.لن يحل الأزمة، والاحتقان والعجز الظاهرين، أمنيات هنا وتمنيات هناك، ولكن نقطة الانطلاق ترتكز على قبول الديمقراطية بسلبياتها وإيجابياتها وعدم تحميلها عجزاً فاضحاً في التنفيذ لدى الحكومة وخللاً واضحاً في التشريع والرقابة لدى مجلس الأمة.درجة الرضا الشعبي سواء على المجلس أو الحكومة أو الوضع العام هي في أدنى مستوياتها، وليس ذاك التدني في الرضا إلا نتيجة وليس سببا للتردي.لن أغرق في أحلام اليقظة التنموية، فذلك متروك لسوف نقوم بكذا وسوف نفعل كذا، فلندع تلك «السوفيات» للمستقبل للحكم عليها، ولكن بما أن الشيء بالشيء يذكر فإن وضع مشكلة البدون ضمن أولويات الحكومة يعد خطوة في الطريق الصحيح، وإن كانت مواقف وسلوكيات الحكومة حتى هذه اللحظة لا توحي ببوادر إيجابية.مشكلة البدون هي مشكلة إنسانية بالدرجة الأولى، كما أن استنبارها يضع المجتمع برمته أمام تحدٍّ أخلاقي لابد من تجاوزه، إضافة إلى أنها تضاعف الوضع الأمني والتزاماتنا الدولية.كذلك فإن حل مشكلة البدون أسهل بكثير من غيرها من المشاكل، فهي ليست في حاجة إلى قوانين جديدة أو موارد مالية ضخمة، فالله نسأل أن لا يكون الحل المطروح مجرد نبيذ قديم في قنانٍ جديدة وسوفيات لا ترى النور.
أخر كلام
وكأن على رؤوسهم الطير
27-10-2010