بينما لا تزال اللهجة العسكرية حاضرة في الكلام عن الملف النووي الإيراني المثير للجدل، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، أن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران سيوحّد هذا البلد ويضمن سعياً إيرانياً لا يكلّ نحو امتلاك أسلحة نووية.

Ad

واعتبر غيتس، في تصريحات لمجلس إدارة صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه من المهم اللجوء إلى وسائل أخرى من أجل إقناع طهران بعدم السعي إلى امتلاك أسلحة نووية.

وشدد على المخاوف من أن العمل العسكري لن يؤدي إلا إلى تأخير حصول طهران على مثل هذه القدرات، ولن يمنعها من ذلك.

كذلك، رأى وزير الدفاع الأميركي أن العقوبات المفروضة على إيران قد تسبب شقاقاً بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقال في هذا السياق: "بل إن لدينا بعض الأدلة على أن خامنئي بدأ الآن يتساءل: هل يكذب نجاد عليه بشأن تأثير العقوبات في الاقتصاد، وهل يحصل على الرؤية الصحيحة في ما يتعلق بحجم المشاكل التي يعانيها الاقتصاد؟".

في موازاة ذلك، أعلن القائد العسكري الإيراني الكبير الجنرال حميد أرجانغي أن إيران بدأت أمس مناورات عسكرية جديدة لاختبار نظامها الدفاعي الجوي تستمر خمسة أيام.

وصرح المسؤول العسكري الإيراني بأن "هذه المناورات التي تحمل اسم "المدافعون عن سماء الولاية 3"، تشمل جميع أراضي البلاد وتستمر خمسة أيام على ثلاث مراحل، تُستخدَم خلالها رادارات إيرانية ترصد الأهداف التي تحلق في الارتفاعات المنخفضة".

وأوضح أن المناورات تهدف إلى اختبار القدرات الدفاعية للصواريخ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، إضافةً إلى نسخة جديدة من منظومة الدفاع الجوي، من دون أن يعطي أية توضيحات أخرى.

إلى ذلك، دانت فرنسا أمس، أعمال عنف ارتكبها "رجال أمن غير محددين" عند مدخل مقر سفيرها في طهران، واستدعت الممثل الإيراني في باريس لتعبر عن احتجاجها.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بأن "حوادث خطيرة جداً وقعت الأحد الماضي عند مدخل مقر سفير فرنسا في طهران".

وأوضح أن "أجهزة أمنية غير محددة عرقلت الدخول إلى المقر وعمدت إلى توقيف أشخاص تلقوا دعوات من السفير الفرنسي، وتعرضوا لأعمال عنف غير مقبولة بما فيهم عناصر الجهاز الدبلوماسي الفرنسي". وأضاف: "إثر هذه الحوادث، استدعت السلطات الفرنسية هذا الصباح سفير إيران في باريس لتبلغه إدانتها الشديدة لهذا الانتهاك الخطير جداً لاتفاقية فيينا الموقّعة في 18 أبريل 1961 بشأن العلاقات الدبلوماسية".

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الإيرانية أمس أنه لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاق مع القوى الكبرى بشأن مكان وجدول أعمال المباحثات بشأن الملف النووي الإيراني التي يُرتقب أن تُستأنف في مطلع ديسمبر.

وصرح الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران بأن "المشاورات مستمرة"، مضيفاً: "لقد توصلنا إلى اتفاق حول الموعد، أما بالنسبة إلى بقية الأمور فحين يحصل اتفاق سنعلنه".

وقال مهمانبرست: "إذا كان هدف الطرفين التوصل إلى تعاون وحل لمختلف المشاكل الدولية والشاملة، فإنه سيمكن التوصل إلى اتفاق بشأن مكان المحادثات وجدول أعمالها". وأضاف: "نعتقد أن هذه المحادثات ستُجرى ونأمل أن تكون إيجابية".

(طهران ـ أ ف ب، أ ب، رويترز)