انتحاري يفجر نفسه وسط إسطنبول مع انتهاء «الهدنة الكردية»
غول وأردوغان يدينان «الاعتداء الإرهابي»: لن نتسامح مع مَن يمسّ أمننا
دوّى تفجير انتحاري أمس في وسط مدينة إسطنبول، أكبر مدن تركيا، وأدى إلى إصابة 32 شخصاً بينهم 15 شرطياً، في وقت تحوم الشبهات حول المتمردين الأكراد الذين انتهت هدنتهم المعلنة من جانب واحد أمس.وصرّح حاكم اسطنبول حسين أفني موتلو بأن "15 شرطياً و17 مدنياً أُصيبوا بجروح في هجوم انتحاري". وأوضح الحاكم أن إصابات الجرحى ليست خطيرة.
وأعلن وزير الداخلية التركي بشير أتالاي أنه من المبكر جداً تحديد مَن يقف وراء هذا الاعتداء، لكن انتهاء الهدنة وتزامن الاعتداء مع الاحتفالات بذكرى تأسيس الجمهورية التركية، جعلا الشبهات تحوم حول حزب العمال الكردستاني.إلى ذلك، أفاد مصدر أمني بأن المهاجم ربما حاول أن يصعد على متن حافلة تُقِلُّ رجال شرطة لتفجير نفسه والتسبب في أكبر قدر من الأضرار، لكن يبدو أن عبوّته انفجرت قبل أوانها، ما حال دون وقوع أعداد كبرى من القتلى.وبحسب الشهادات التي جمعتها "وكالة فرانس برس" وتسجيل فيديو بثته شبكة "سي إن إن تورك" فإن طلقات نارية تبعت الانفجار.ونقلت محطات التلفزة عن شهودٍ قولهم إن انفجاراً قوياً وقع نحو الساعة 10:30 بالتوقيت المحلي (08:30 ت.غ) في ساحة تقسيم في الجانب الأوروبي للمدينة، حيث تعمل عناصر شرطة مكافحة الشغب على مدار الساعة. وأغلقت الشرطة التركية مؤقتاً الساحة التي يقصدها عشرات آلاف الأشخاص يومياً، وكذلك الشوارع المؤدية إليها بينها شارع الاستقلال التاريخي، وفرضت طوقاً أمنياً.وندَّد الرئيس التركي عبدالله غول بالتفجير، قائلاً إن "هؤلاء الذين فضلوا العنف على الصداقة والأخوة والسلام لن يقدروا على تحقيق أهدافهم بوجه وحدة الشعب وإرادته في العيش بسلام".وأضاف: "إنني أدين بشدة هذا الهجوم البشع، وينبغي لجميع شرائح مجتمعنا، بغض النظر عن آرائها السياسية، أن تعلن موقفاً صلباً وتدين الإرهاب بعد هذا العمل غير الإنساني والوحشي"، ورأى وجوب تطوير حرب دولية ضد الإرهاب.بدوره، ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من ماردين بالاعتداء "الإرهابي". وقال: "لن نتسامح مع أي شخص يمس هدوء تركيا واستقرارها وأمنها".ويأتي هذا الهجوم بينما أطلقت الحكومة الإسلامية المحافِظة التي يرأسها أردوغان مبادرة جديدة تهدف إلى حلِّ القضية الكردية.وكان القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني مراد كارايلان صرّح الأسبوع الماضي، في مقابلة مع صحيفة تركية من مخبئه في شمال العراق، بأن حركته التي تخوض حرباً مسلّحة ضد القوات التركية منذ عام 1984، والتي تعتبرها عدة دول منظمة إرهابية، ستتجنب إصابة مدنيين، وستواصل هدنتها إذا وافقت الحكومة التركية على الحوار.(اسطنبول ـ أ ف ب، رويترز، أ ب)