أكتب وأصفق إعجاباً... جميل جداً تفاعل الناس، وهائلة جداً جداً حماستهم وتأييدهم لحملة مقاطعة الخضراوات حتى "تبرك" الطماطم والكوسة والبامية وبقية الشلة على ركبها معتذرة، وتثوب إلى رشدها، بعد أن التبسَ عليها الأمر فظنت أن لا فرق بينها وبين الكافيار الروسي الفاخر... والأخبار التي وصلت إلينا تفيد بأن الأسعار تراجعت بنسبة 25 في المئة في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى تراجعت بنسبة 40 في المئة، على ذمة بعض الصحف... حلو. لا يوقّف.

Ad

وكان بعض الكويتيين، في بداية الحملة، يضحك مستهزئاً فإذا به يُفاجأ بجدية الأمر وأهميته ومعناه. ويقول أحد القراء في رسالته التي سأعيد صياغتها لتسهل قراءتها: "فوجئت أثناء تسوقي وتنقلي بين صناديق "الخضرة"، في جمعيتنا التعاونية، بشابين كويتيين يرتديان القميص والبنطلون، في بداية العشرينيات من عمرهما، كما قدّرت، يتحدثان معي، بحماسة شديدة، عن ضرورة مقاطعة "الخضرة" كي يتوقف الاستغلال والجشع، وعن رمزية ذلك ودلالته"، ويضيف القارئ: "بيني وبينك، كادت تفلت مني ضحكة عالية مجلجلة على سخافة الموضوع"، ثم يستدرك: "لكنني شعرت بالخجل عندما ذكرا لي أن النساء تفاعلن معهما ومع الحملة، ولفتا انتباهي إلى قلة عدد المشترين في "قسم الخضرة" بعد أن تضامن الناس مع الحملة، فامتثلتُ لرغبتهما وامتنعتُ عن الشراء، وباشرتُ، كما وعدتهما، بإرسال رسائل هاتفية إلى الأهل والأقارب أدعوهم إلى الانضمام إلى الحملة".

اللافت في الموضوع، أن الشبّان القائمين على الحملة، لا يريدون الظهور أمام الناس، ولا إعلان أسمائهم، كما أبلغوني، فهم يرفضون المتاجرة بالأمر. وقد أبلغتهم باتصال ثلاث صحف وفضائيتين لإجراء أحاديث معهم، لكنهم رفضوا ذلك وامتنعوا عن الظهور، على اعتبار أن القضية ليست معقدة و"مو كيمياء" فتحتاج إلى شرح.

ولأنهم طلبة جامعيون، فقد "هندسوا" الأمور بهدوء، وبنظام "حبة حبة" أو كما قالوا "ستب باي ستب". وقد كشفوا لي عن خطتهم لتعديل بعض الأوضاع المائلة، وهي خطة جريئة مغلفة بالوعي والطموح. ولولا أنهم طلبوا مني عدم الكشف عن الخطة لشاركتموني التصفيق والذهول. وهذا هو إيميلهم لمن أراد الاستفسار عن أي جزئية: 7amlat@gmail.com وستجد تفاصيل الحملة في "منتدى الشبكة الوطنية الكويتية"، بالإضافة إلى أن لديهم حساباً على "فيس بوك"، لكن لجهلي لا أعرف كيف أنقل عنوان هذا الحساب.

والجميل أن الحملة بدأت تنتشر في مدونات ومنتديات إلكترونية خارج الكويت، وهناك من يطالب بتدشين مثلها في بلده. والعيون الآن تراقب الكويتيين وتنتظر نتيجة حملتهم، والصحف العربية اهتمت بالأمر، ويجري إعداد تقارير عن الحملة لعرضها في وسائل الإعلام المختلفة.

الله عليكم، الله الله عليكم. حلوين يا أولاد، على رأي المعلق اللذيذ خالد الحربان. فعلاً نحن في مسيس الحاجة إلى من وما يوحدنا، ولو كانت "طماطة" أو "طماطماية" كما ينطقها المصريون.

هذه هي الأغنية / الحملة بكلماتها وألحانها التي تستحق الغناء... فلا توقفوا الغناء.