غيّب الموت أمس وزير الخارجية المصرية السابق أحمد ماهر عن 75 عاماً إثر نوبة قلبية مفاجئة قبل أن ينفذ وعده بالرد على مذكرات خلفه الوزير الحالي أحمد أبوالغيط التي كان الراحل يعتبرها غير دقيقة.

Ad

وأفصح ماهر قبل ساعات من وفاته عن أنه يجمع المقالات التي يكتبها أبوالغيط متفرقة ويروي فيها دوره في الإعداد الدبلوماسي لحرب أكتوبر عام 1973. وقال في تصريح لموقع "اليوم السابع" الإلكتروني إنه "يستعد للرد على هذه المذكرات" من خلال المعلومات التي لديه من موقعه الذي كان يشغله وقتئذ كمساعد لمستشار الأمن القومي.

ومنذ غادر موقعه سنة 2004 بعد ثلاثة أعوام قضاها على رأس الدبلوماسية المصرية، بدأ ماهر يقترب تدريجياً من مواقف المعارضة، منتقداً في مقالاته وتصريحاته الوزير الحالي، وكان أعنف هذه الانتقادات حين اعتبر أن أبوالغيط ساهم في الإساءة إلى صورة مصر عربياً بسبب صمته إزاء تهديد وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني - وهي في مؤتمر صحافي مشترك بينهما - بشن هجوم عسكري على غزة عشية العدوان على القطاع في ديسمبر 2008.

ويعتبر أحمد ماهر واحداً من أعمدة وزارة الخارجية المصرية منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي حين كان مديراً لمكتب الوزير، ثم عضواً في الوفد المصري لمباحثات "كامب ديفيد"، ثم صار سفيراً في أكثر من عاصمة أهمها واشنطن حتى صار وزيراً خلفا لعمرو موسى سنة 2001، وبعد أن ترك منصبه - بناء على طلبه تأثراً بحادثة اعتداء شبان فلسطينيين عليه في باحة المسجد الأقصى في نهاية عام 2003 - تفرغ للكتابة ولعضوية مراكز بحثية وسياسية من أهمها مجلس العلاقات العربية والدولية.

وتقدم الرئيس حسني مبارك صفوف مشيعي الوزير الراحل الذي هو سليل أسرة سياسية عريقة أخرجت لمصر رئيسي وزارة هما أحمد ماهر وعلي ماهر.