مفاجآت رمضان 2010 التلفزيونيّة... محمد منير صدم المشاهدين ومي عز الدين أسرتهم

حملت حصيلة شهر رمضان التلفزيونية هذه السنة مفاجآت، بعضها سارّ وبعضها الآخر غير سار، أبطالها محمد منير الذي تربّع على عرش الإعلانات، خالد الصاوي على قمة الإيرادات ومي عز الدين على قمة النجمات.

فاجأ الفنان محمد منير الجمهور في رمضان هذه السنة ليس بمناجاة رمضانية وأغنيات تمدح الرسول (صلى الله عليه وسلّم) إنما بإعلان لإحدى شركات الاتصالات تقاضى لقاءه أكثر من مليون دولار. صحيح أن الإعلان يضم يسرا، أحمد عز، عزت أبو عوف، هند صبري، ودنيا سمير غانم، لكن هذه الأسماء في كفة ومنير وحده في كفة. فقد سبق أن قدم هؤلاء النجوم، خصوصاً يسرا وأحمد عز، إعلانات تجارية واستغلوا نجوميتهم على أكمل وجه لا سيما من الناحية المادية، لكن منير الفنان العربي الوحيد الذي يطلق عليه لقب «صوت الناس الذين لا صوت لهم « ويكرّم العظماء من خلال أداء أعمالهم الغنائية تخليداً لذكراهم، وعندما أعلن نيته الهجرة إلى ألمانيا بشكل نهائي قامت القيامة ولم تقعد، فمنير هو النيل ويستحيل أن يترك موطنه ويهاجر إلى مكان آخر... فجأة وجدنا هذا الرمز في إعلان تلفزيوني.

قد يردّد البعض أن منير ربما يحتاج إلى المال، لكن هذه المقولة غير صحيحة إطلاقاً لأن من يعرفه عن كثب يدرك تماماً أنه ميسور مادياً ويعتبر فناناً عالمياً نظراً إلى الحفلات التي يقيمها في الخارج... فما الذي يجبره على الإقدام على هذه الخطوة ؟ هل هو عنصر المال أو ربما تربطه علاقة شخصية بأصحاب الشركة أو القيمين عليها أو أنه اقتنع بأن الفنان سلعة ويستطيع استغلال موهبته وصوته وحبّ الناس له لجني الملايين؟ لذلك لم تكن المفاجأة سارة لأن الناس اعتادوا أن يقدم منير كل ما هو تنويري للمجتمع، فلو شارك في حملة توعية ضد المخدرات أو التشجيع على التبرّع للأعمال الخيرية خلال الشهر الفضيل لشعرنا فعلاً بأن هذا هو منير الحقيقي الذي نعرفه.

خالد الصاوي

يحتلّ الممثل خالد الصاوي الصدارة على شاشة رمضان هذا العام في مسلسل «أهل كايرو» الذي يحقق أعلى نسبة مشاهدة، هذا لا يعني أنه أفضل مسلسل يُعرض على الشاشة الرمضانية، لكن يبدو أن المشاهد العربي سئم قصص الحبّ والسير الذاتية التي تؤلّه أصحابها، كذلك سئم وجوهاً أصبحت مفروضة عليه خلال الشهر الفضيل، فتعلق بـ «أهل كايرو» الذي يقدم قصة مشوّقة عن جريمة قتل في فندق تحمل عوامل الإثارة كافة، فالقتيلة سيدة أعمال مشهورة وصاحبة علاقات مشبوهة والمشتبه بهم شخصيات معروفة، والأهمّ أن هذا المسلسل نجا من فخ المط والتطويل، بالاضافة إلى أداء الصاوي المتميّز في دور الضابط حسن.

أما الاكتشاف الحقيقي في هذا المسلسل فهو رانيا يوسف، التي أصبحت بحقّ ممثلة موهوبة بعدما كانت في السنوات الماضية مشروع ممثلة. إذا كانت رانيا بلغت مرحلة النضوج في العام الماضي في مسلسل «حرب الجواسيس»، فهي تألقت هذه السنة بتجسيدها شخصية صافي سليم إلى درجة يشعر معها المشاهد بأن هذا الدور لا يصلح إلا لرانيا يوسف، صاحبة النظرة الارستقراطية التي يشوبها الدهاء.

الاكتشاف الثاني هو الممثلة السورية كنده علوش التي تؤدي في المسلسل دور صحافية مسؤولة عن صفحة الحوادث في إحدى الصحف المستقلّة وصديقة الضحية وتساعد الضابط حسن على كشف ملابسات القضية، فهي تجسّد الشخصية بانسيابية وإتقان شديدين، والأهمّ أن لهجتها المصرية ومخارج الألفاظ لديها سليمتان مئة في المئة، وهي أفضل من زميلاتها اللواتي قدمن أعمالاً في مصر منذ سنوات وواجهن صعوبات في جعل لهجتهن طبيعية ويبذلن جهداً واضحاً في هذا المضمار يشعر به كل من يتقن اللهجة المصرية من غير المصريين.

المسلسل من تأليف الكاتب الساخر بلال فضل الذي طغت سخريته على جوانب كثيرة من الحوار، فأعطى المسلسل نكهة كوميدية مع أن الموضوع الرئيس هو جريمة قتل.

مي عز الدين

بعدما فرضت نفسها في السينما كبطلة مطلقة في أفلام: «أيظن»، «حبيبي نائماً»، و{شيكامارا»... غابت مي عز الدين عن الدراما الرمضانية لأكثر من عامين بعد فشل مسلسلها «بنت بنوت»، وهي تعود هذه السنة في «قضية صفية} مع فريق عمل مسلسل «ليالي»: المؤلف أيمن سلامة والمخرج أحمد شفيق.

صحيح أن «ليالي» نجح لأنه روى قصة سوزان تميم، إلا أن «قضية صفية» مختلف تماماً، فقد أثبت المؤلف من خلاله أنه قادر على تقديم قصة مشوّقة بعيداً عن الجذور الواقعية.

يُعرض المسلسل في لبنان على شاشة «أم تي في»، مع أن توقيته وقت الإفطار إلا أنه حافظ على نسبة مشاهدة مرتفعة، إذ يعيش المشاهد مع الأبطال حالة من اللهاث لحلّ لغز «قضية صفية».

في هذا المسلسل تنضمّ عز الدين إلى نجمات الصف الأول: يسرا، نادية الجندي، إلهام شاهين، نبيلة عبيد، تيسير فهمي، صابرين وغيرهن... وتضفي دماً جديداً على الدراما الرمضانية. كان يفترض أن تقدّم غادة عادل مسلسل «فرح العمدة» لكن لأسباب غير معروفة لم يُعرض خلال الشهر الفضيل. بالعودة إلى عز الدين، فقد أجادت دورها وجاء نطقها اللهجة الصعيدية بمنتهى الإتقان، بالإضافة إلى رشاقتها التي ساعدتها في مشاهد المطاردات من دون أن تشعر بأنها تبذل مجهوداً فوق طاقاتها.

إذاً، دمٌ جديد ضُخّ في الدراما التلفزيونية على أمل أن يحسن المنتجون التعامل معه وتحسن عز الدين اختيار مسلسلاتها المقبلة، خصوصاً أن العروض بدأت تنهال عليها بعد عرض الحلقات الأولى من «قضية صفية».