من منّا لا يتوق إلى السّعادة الدّائمة؟ ومن منّا لا يتمنّى أن تخلو حياته من المشاكل والأزمات وأن يعيش برخاء واطمئنان من دون أن يقلق ممّا يحمله المستقبل؟ لا شكّ في أنّه يصعب علينا تحقيق هذه الأماني لأنّ الحياة مليئة بالمخاطر التي لا يمكن تفاديها إلا بمواجهتها والتّعامل معها بهدوء وصبر وتفاؤل.

Ad

عليك بذل الجهود الكافية والعمل على تحسين تصرّفاتك وأعمالك وتطوير ذاتك وتنمية شخصيتك وطرق تفكيرك، لعلّك تصل إلى الرّاحة والسّعادة.

عليك اتّباع أساليب ومبادئ عدة لتنمية شخصيتك وتطوير نمط حياتك، فتعزّز شعورك بالراحة مع نفسك ومع المجتمع، إذ تساعد تنمية شخصيتك على معرفتك ذاتك أكثر فأكثر على الصعيدين النفسي والجسدي، وعلى تحسين طرق تعاملك مع الآخر. كذلك، تحثّك تنمية الذات على التفاؤل، ما يؤدي إلى تغيير حياتك وكسر الملل اليومي لبلوغ السعادة وراحة البال.

اختلف علماء النفس على تعريف شخصية الإنسان، غير أنّ بعض الباحثين يعرّفها على أنها مجموعة صفات المرء الجسديّة والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تميّزه عن غيره. كذلك هم يعتبرون أن راحة المرء لا تكون إلا بنموه الروحي والعقلي، وتحسين ذاته وإدارتها على نحو أفضل.

فضلا عن ذلك، لا تحتاج تنمية الشخصية إلى مال أو إمكانات مادّيّة، إنما تتطلّب إرادةً صلبةً وعزيمة قوية، إذ إن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطاته الصّعبة تكمن فى تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة. فيلجأ البعض إلى ممارسة رياضات روحانيّة شرقيّة «كاليوغا»، نوع من التدريب التأملي الشامل الذي يعزّز الروحانية العارمة. كذلك، يهدف إلى تحسين صحة القلب وتنشيط العضلات بالإضافة إلى أنّه يزيد المرونة ويجلب الهدوء والسكينة فيحدّ من القلق ويقوّي الطاقة الذهنية. يجعلنا هذا التّمرين الروحي نشعر بحالة من الصفاء الذهني، ويساعدنا أيضاً على التخلص من الضغوط العصبية والنفسية ويحسن من أسلوب معيشتنا اليومية ويزيد نشاطنا البدني.

كذلك، يحبّذ البعض ممارسة نشاطات فنيّة كالرّسم والنّحت، أو ثقافيّة كقراءة القصص والكتب الفلسفيّة ما يعزّز ثقافته وينمّي شخصيّته ويزيد قوّتها.

كثرت الأساليب التي من شأنها تنمية شخصيّة المرء ومساعدته على تطوير ذاته وتغيير نمط عيشه. مثلاً، ثمة من يعوّل على السّفرولوجيا في هذا المجال، وهي دراسة قدرة الإنسان المعاصر على الوصول الى حالة من السكينة النفسية والعصبية التي تولّد شعوراً بالراحة وتحثّ المرء على التفكير بطريقة إيجابيّة. يكمن هدف السّفرولوجيا في ربط الحركات الجسديّة بعملية التنفّس لتلبية حاجات الجسم. فبفضل التمارين، يتوصّل المرء الى التحكّم تدريجاً بقدرته على الاسترخاء. فضلاً عن ذلك، تعتمد هذه التقنية بشكل كبير على صوت المعالِج وقدرته على تنشيط طاقة الإنسان الداخلية.

أمّا التمرين الرياضي فيعتبر أيضًا وسيلة لتنمية الشخصية، إذ يُعدّ أحد أشكال العمل الذي يساعد المرء على تحقيق هدف معين، فهو يحدّ من توتر الحياة اليومية، ويؤدي إلى فهم أفضل للذات، فتستطيع بالتّالي العمل على تحسين نفسك وشخصيّتك.

كذلك، يعاني البعض ما يعرف بالكآبة الموسمية أو الحزن الشتوي أو الاضطراب العاطفي الموسمي. وتظهر هذه المعاناة الموسمية بسبب طبيعة طقس الشتاء الناتجة من قصر ساعات النهار وطول ساعات الليل وعتمة المساء وغيوم السماء وتضاؤل نور الشمس وضيائها. في هذا الإطار، يشير الأطباء الى أن إحدى وسائل العلاج الفاعلة تكمن في التعرّض لضوء الشمس قدر المستطاع والقيام بنزهات في الطبيعة حين تكون الشمس ساطعة، اذ تبعث أشعة الشمس الدفء في نفسك وتمدّك بالنشاط والحيويّة وتحفّز عمل خلايا الجسم.

ولا يُخفى علينا مدى فاعلية الحوار الهادئ والسّليم، فمن خلاله تستطيع التقرّب من المجتمع وتحسين علاقاتك مع الآخرين. ينبغي إذًا أن تتعلّم مبادئ الحوار السّليم كافّةً كي تحسّن مكانتك في المجتمع وتطوّر ذاتك وتنمّي شخصيّتك لتصل إلى السعادة والراحة النفسيّة. بالإضافة إلى أنّه يجب على المرء ألا ييأس وأن يظل ضاحكًا فالتفاؤل إحدى الصفات الرئيسة لأي شخصية ناجحة، فهو يزرع الأمل ويعزّز الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح ولتنمية الشّخصيّة. ويعتبر التفاؤل تعبيراً صادقاً عن الرؤية الإيجابية للحياة، فالمتفائل ينظر الى الحياة بأمل.

فضلا عن ذلك، قد نعاني من مشاكل عدة بين الحين والآخر كارتفاع في ضغط الدم، ومشاكل في النوم، وآلام ما قبل الدورة الشهرية لدى النساء. في هذا المجال، قد تكون رياضة الكي غونغ الصينية فاعلة جداً في معالجة هذه المشاكل، بالإضافة إلى أنها ليست نوعاً من أنواع الفنون القتالية مثل الكونغ فو أو التاي تشي تشوان. فيمارس هذه الرياضة آلاف الأشخاص بهدف التخلص من التوتر وإبطاء عملية الشيخوخة. فهي ممارسة قديمة مشتقة من الطب الصيني، ولها تأثيرات مماثلة لتلك الناجمة عن الوخز بالإبر، إذ توفر راحة جسدية ونفسية، وتحرّر الجسم من أشكال الضغوط والتوتر. وعند ممارسة هذه الرياضة بانتظام، تلاحظ تحسناً كبيراً في قوة العظام والأوتار، وتضاؤلاً في الأوجاع المزمنة مثل أوجاع الرأس والبطن وأعلى الظهر. كذلك، تُعتبر الإرادة الصلبة والعزيمة القوية شرطاً لكل تغيير، بل هي شرط لكل ثبات واستقامة وثقة بالنّفس. فمن دونها، تعجز عن التقدّم في حياتك وعن تطوير شخصيّتك وتقويتها.

أخيراً، تتعدّد الأساليب الّتي تساعدك على تخطّي ثقل المشاكل اليوميّة والتي تشجّعك على تحسين حياتك وتنمية شخصيّتك. فلكل إنسان طموح، وتحقيق الأخير يكمن في التنمية والتقدّم المستمر فيحصّن الذهن من الأفكار السلبية ويقاوم الموجات السوداوية. ومن الضروري أن تستفيد من تجارب الآخرين سواء أكانت ناجحة أو فاشلة.