رفض سياسيون مسلمون وأقباط أمس هجومَ الرجل الثاني في الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا بيشوي على بعض أصول العقيدة الإسلامية وتشكيكه في بعض آيات القرآن الكريم، مطالبين جموع المسلمين بضبط النفس كي لا يتحول الغضب إلى مواجهات طائفية، ومؤكدين أنه على بطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة أن يُعاقب الأنبا بيشوي بالـ"شلح" - أي إنهاء خدمته الدينية - بسبب تعمده إثارة فتنة بين المسلمين والأقباط، على حد وصفهم.

Ad

وبينما غرقت الكنيسة المصرية في صمت مُطبق رافضة التعليق على تصريحات بيشوي، قال رئيس الطائفة الإنجيلية صفوت البياض لـ"الجريدة"، إن ما قام به الأنبا بيشوي "مغلوط تماماً ولا يجوز"، مشيراً إلى أنه "لن يجلب سوى المزيد من التوتر الطائفي الذي لا تُحمد عقباه".

وطالب البياض "عقلاء المسلمين والمسيحيين على السواء" بـ"ضبط النفس حتى لا يتطور الأمر إلى مواجهات طائفية"، مؤكداً أن "أفكار بيشوي لا تعبر عن الكنيسة مهما كان منصبه فيها"، لافتاً إلى "ضرورة أن يرد البابا على ادعاءات بيشوي بنفسه ويوقع عليه عقوبات".

من ناحيته، قال رئيس رابطة المحامين الإسلاميين ممدوح إسماعيل، إن تصريحات بيشوي "استفزاز صارخ وإشعال للفتنة الطائفية"، واتهم  بيشوي بأنه "مرتبط بمخطط سياسي كنسي أرثوذكسي للدعوة إلى تقسيم مصر وإقامة دولة قبطية مستقلة في الجنوب، ولابد من التصدي له".

إلى ذلك، قدم المحامي نبيه الوحش إنذاراً على يد محضر ضد البابا شنودة، يطالب فيه بـ"شلح وعزل الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والقمص عبدالمسيح بسيط، راعي كنيسة السيدة العذراء".

واعتبر الوحش في تصريحات لـ"الجريدة"، أن "الكاهنين من أبرز رموز الفتنة في مصر، لأنهما تجاوزا حدودهما بعد تشكيك بيشوي في بعض الآيات القرآنية، وقيام بسيط بالتهكم على الإسلام".

وفي السياق، أكد الشيخ يوسف البدري سعيه حالياً إلى جمع كل الأدلة الممكنة لتقديم دعوى قضائية حول ما أسماه "ملف تعدي الأنبا بيشوي والقمص زكريا بطرس في برنامجه على قناة الحياة القبطية على القرآن الكريم ومواجهتهما بالحقائق ووأد محاولاتهما إثارة الفتنة".

وكان الأنبا بيشوي قدم ورقة بحثية في مؤتمر تثبيت العقيدة الذي عُقِد يوم الثلاثاء الماضي في محافظة الفيوم (100 كيلو متر جنوب غرب القاهرة) شكك فيها في آيات القرآن التي "تنكر ألوهية المسيح وتكفر المؤمنين بألوهيته"، متسائلاً عما "إذا كانت هذه الآيات أنزلت في حياة الرسول أم أضيفت فيما بعد في عهد خلافة عثمان بن عفان"، داعياً إلى مراجعتها.