مفاوضات المالكي - عبد المهدي مستمرة وتقارب كبير بين «المجلس الأعلى» و«العراقية»
رغم استمرار التضارب بين "الائتلاف الوطني العراقي" بقيادة "المجلس الأعلى الإسلامي" وزعامة عمار الحكيم، و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بشأن موضوع اختيار مرشح واحد لرئاسة الوزراء، يبدو أن حسم هذا الموضوع بات على نار حامية.فبعد انتهاء المهلة التي وضعها "التحالف الوطني" المؤلَّف من "ائتلاف دولة القانون" و"الائتلاف الوطني" للاختيار ببن المالكي ونائب الرئيس المنتهية ولايته عادل عبدالمهدي المنتمي إلى "المجلس الأعلى" و"الوطني"، كمرشح لرئاسة الحكومة، وفشل اجتماع عُقِد مساء أمس الأول، للغاية نفسها، بدأت أمس جولة جديدة من المفاوضات، في محاولة لحسم الموضوع خلال الساعات المقبلة.
إلا أنه في موازاة ذلك، يبدو أن التقارب بين "المجلس الأعلى" وقائمة "العراقية" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، على نار حامية أيضاً، وذلك من خلال تصريحات الطرفين بشأن رئاسة الحكومة المقبلة.فقد عقد الحكيم اجتماعاً مع نائب الرئيس المنتهية ولايته طارق الهاشمي، القيادي في قائمة "العراقية"، لمناقشة تطورات الأوضاع، ولا سيما مسألة تشكيل الحكومة، علماً أن عبدالمهدي كان أكد مراراً وجود تقارب مع "العراقية" في مقابل انسداد الأفق مع "دولة القانون".في السياق، أعلن مستشار قائمة "العراقية" هاني عاشور أمس، أن قائمته و"المجلس الأعلى" اتفقا على "تشكيل حكومة شراكة وطنية بما لا يسمح للمالكي بولاية ثانية". وقال عاشور: "هذا الإعلان تم بالاتفاق مع التحالف الكردستاني، الذي أكد أنه لن يشارك في حكومة ليس فيها المجلس الأعلى والعراقية". وأضاف: "كما تمّ الاتفاق على دعوة الكتل الأخرى إلى المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية وإعادة النظر في برامجها وفق هذه الشراكة".وأشار إلى أن قائمته "لم تتخلَّ عن تشكيل الحكومة، ولكن سيتم بحث هذا الأمر"، لافتاً إلى أن "العراقية" لن تعترض على عبدالمهدي إذا تم الاتفاق بينها وبين "الكردستاني" والمجلس الأعلى، وإذا التزم برنامجاً حكومياً تقرره "العراقية" بوصفها صاحبة الحق الانتخابي. وقال عاشور إن "كل الاحتمالات مفتوحة ابتداء من تقاسم السلطة إلى إعادة توزيع الصلاحيات"، مشيراً إلى أن انتخاب علاوي أو عبدالمهدي لرئاسة الحكومة سيتم من قِبَل الطرفين.إلى ذلك، أعلن القيادي في قائمة "العراقية" جمال البطيخ، أن علاوي سيزور دمشق في موعد لم يحدد، تلبية لدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد للتباحث بشأن آلية تشكيل الحكومة العراقية.وتوقعت مصادر في "العراقية" أن يلتقي علاوي في دمشق زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر لبحث الموضوع ذاته.وكان علاوي التقى كلاً من الأسد والصدر في دمشق في يوليو الماضي.