هجوم عون على الرئيس والحكومة يلقى ردوداً مباشرة ولاذعة
• سليمان: يجب الابتعاد عن إلقاء اللوم على الآخرين
• المرّ: نأسف على رؤية البعض يدمِّر الموقع المسيحي الأول
• المرّ: نأسف على رؤية البعض يدمِّر الموقع المسيحي الأول
لقي الهجوم «الشامل» الذي شنّه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على رئيس الجمهورية والحكومة ردوداً قاسية، بينما بدا ردّ رئيس الجمهورية أكثر هدوءا من غيره، إذ دعا الى اعتماد الخطاب المتزن والهادئ والبنّاء والابتعاد عن كيل التهم وإلقاء اللوم على الآخرين.
فاجأ رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الأوساط السياسية مساء أمس الأول، بهجوم لاذع على جهات رسمية ووزارية وأمنية لم يوفر فيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان شخصياً، بينما كانت مساعي التهدئة واحتواء التوتر الاخير بين رئيس الحكومة سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تسجل نجاحاً ملحوظاً في استعادة مناخ التهدئة السياسية والاعلامية بين الجانبين.وهاجم عون شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ووصفها بأنها "غير شرعية"، قائلاً: "من هو الاله الذي يأمر في لبنان لكي نكفر به وبمن جاء به وأعطاه حق الامر؟". واتهم شعبة المعلومات بـ"توقيف الناس وخطفهم للأشهر". وسأل "لم لا يزال وزير الداخلية نائماً" و"اين وزير العدل وهو المسؤول عن سرية التحقيق". كما اتهم عون وزير الاعلام بأنه "يسهر على تسيير الشائعات" ووزير الدفاع بأنه "لا يحرك ساكناً الا اذا كان الموضوع يستهدفه شخصياً".وتساءل عون: "لماذا لا يستقيلون؟ (…) وما الذي يقوم به وزير المال ورئيس الوزراء؟"، وذهب الى القول: "حتى رئيس الجمهورية وهو من اقسم على الدستور والمحافظة عليه ما الذي يقوم به غير البكاء؟". وخلص الى انه "يجب ان نرى من اليوم وصاعداً إقالات أو استقالات".ردود وفي ردود الفعل الأولية على خطاب عون، دعا الرئيس سليمان "كل من يتعاطى الشأن العام أو السياسي وأتيح له منبر إعلامي أن يبتعد عن كيل الاتهام وإلقاء اللوم على الآخرين والتعالي عن الأنانية والمصلحة الخاصة في النظر إلى الأمور، واعتماد الخطاب المتزن والهادئ والبنّاء والاقتراحات المفيدة"، لافتاً إلى أن "السلبية وإحباط الناس والبكاء على الاطلال لا تنفع ولا تبني وطناً"، وقال: "صعوبة الأوضاع التي يمرّ بها لبنان تتطلب الترفع والتحلي بروح المسؤولية والابتعاد عن المهاترات والعمل على معالجة الأوضاع بهدوء وجدية".وصدر عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المرّ أمس الأول، بيان أكد فيه أسفه أن "يحاول البعض التهجم على مقام الرئاسة ويعيد السجال والتوتر إلى الساحة السياسية بينما تنصب الجهود على التهدئة ووأد اي فتنة محتملة".وأضاف المرّ: "التطاول على شخص فخامة الرئيس لا يبني وطناً ولا يحقق اصلاحاً، ومن ير في نفسه كفاءة ومقدرة وحرصا على البلد واهل البلد، فليضع امكاناته في تصرف الرئيس وحكمة الرئيس".وتابع وزير الدفاع: "امّا في ما يعود الى البكاء، فالصحيح ان كل اللبنانيين وعلى رأسهم فخامة الرئيس يبكون اسفاً على رؤية البعض يتصرف بتدمير الموقع المسيحي الاول في لبنان ونسف منطق الدولة".وعلق وزير الداخلية والبلديات زياد بارود على مطالبة عون باستقالة وزراء الداخلية والدفاع والعدل والإعلام، وقال: "هناك طريقة أفضل، العماد عون زعيم كتلة نيابية كبيرة، وهي تستطيع أن تطرح الثقة بي في المجلس النيابي. لقد مُنحت الثقة من فخامة الرئيس الذي يستطيع أن يستردها إذا أنا أخطأت، وإلّا فمجلس النواب، وأنا أنحني لقراره، ويا ليت المواطنين يستطيعون إقالة الوزراء، لكنت وضعت نفسي بتصرفهم، فحكمهم هو الأعدل".وأضاف وزير الداخلية: "أعتقد أنه يحق لأي رئيس جمهورية يرى مستوى التخاطب والاتهام المجاني أن يبكي على ما وصل إليه البلد. لكن عيون الرئيس سليمان مخصصة لغير البكاء. عيون الرئيس سليمان تنظر إلى كل لبنان وكل اللبنانيين نظرة الأب الحريص على أبنائه جميعاً".وعن قول عون إن وزير الداخلية نائم، قال بارود: "ربما كان النوم بسبب انقطاع الكهرباء"، في إشارة على ما يبدو الى وزارة الكهرباء التي يتولاها جبران باسيل، القيادي في تيار عون وصهره.ورد وزير الإعلام طارق متري أمس، على كلام عون، فقال: "في زمن الحاجة المتزايدة إلى الكلمة الطيبة والحوار العقلاني، نرى الانفعال واثارة الانفعال يأخذان الجنرال عون إلى افتعال معركة ضد رئيس الجمهورية والحكومة، متوسلا التهجم والتهكم. وجريا على العادة يطلق الأحكام يمنة ويسرة. وكأن تردادها يوجد لها أسسا لا وجود لها. فمجرد تكرار الكلام لا يضفي عليه صحة يفتقر إليها".وتابع متري: "أما بالنسبة الى قوله إن وزير الإعلام يسهر على تسيير الشائعات، فأحسب أن الجنرال نفسه لا يصدقه، خصوصا أنه يعرف جيدا كيف تطلق الشائعات والأقاويل وتروّج وتوظَّف في خدمة التعبئة السياسية والتنديد بالخصوم كيفما اتفق".