عاد إلى بيروت أمس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد " ميني" اعتكاف سببه تصاعد منسوب التوتر في الخطاب السياسي والمذهبي في الأيام القليلة الماضية.

Ad

وفور وصوله، ترأس الحريري اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية الذي انعقد في بيت الوسط.

وبعد انتهاء الاجتماع الذي لم يصدر عنه أي بيان خلافاً للعادة، انتقل الحريري إلى قصر بعبدا حيث عقد اجتماعاً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان تناول الاوضاع العامة وآخر المستجدات.

وذكرت المعلومات أنه تم الاتفاق بين الرئيسين على "العمل للارتقاء بالعمل السياسي إلى مستوى المسؤولية، والاحتكام إلى المؤسسات الدستورية". كما التقى الرئيس الحريري مساء رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

إلى ذلك، ذكرت مصادر مطّلعة أن لقاءات واتصالات مكثفة سيجريها الحريري مع قيادات "14 آذار" في الساعات المقبلة من أجل عقد اجتماع موسع يجري من خلاله تدعيم الموقف من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وابراز الالتفاف الطائفي والمذهبي المتنوع الداعم للمحكمة.

وأشارت المصادر الى أن جلسة مجلس الوزراء اليوم ستكون بمثابة "الميزان" الذي سيحتكم اليه الحريري في خطواته المقبلة، مؤكدةً أن الأخير سيدعو إلى مناقشة هادئة وصريحة بين جميع الأطراف وصولاً الى تهدئة الأجواء السياسية في البلد واعادة الأجواء الى ما قبل عيد الفطر.

ولفتت المصادر إلى أن وزراء المعارضة سيتمسكون خلال الجلسة بطرح ملف شهود الزور. وستطرح المعارضة خلال الجلسة ملف استدعاء مدير عام الأمن العام السابق اللواء جميل السيّد إلى القضاء، معتبرةً أن هذه القضية هي قضية سياسية بامتياز، ومن هذا المنطلق سيبرّر وزراء المعارضة احتضان السيّد.

في غضون ذلك، أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري أمس، أن "الرئيس الحريري سيتوجه بكلمة الى الشعب اللبناني في خلال الـ24 او الـ48 ساعة المقبلة، يعرض فيها وجهة نظره من التطورات السياسية الأخيرة".

وقال حوري: "الرئيس الحريري أكد في ظل المعطيات على عدد من الثوابت أوّلها ألاّ تراجع عن المحكمة الدولية لا من قريب ولا من بعيد ولا تراجع عن دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباقي الشهداء". وأضاف: "وثاني هذه الثوابت ألا تراجع بأي شكل من الأشكال عن الانفتاح في العلاقة مع الشقيقة سورية وعن كل ما جاء في المقابلة مع جريدة الشرق الأوسط".

 وذكر حوري ان "الرئيس الحريري تحدث عن وجود متضررين من هذه العلاقة المستجدة قائلاً: أنا كرئيس حكومة متمسك بهذه العلاقة الاستراتيجية مع سورية المبنية على علاقة دولة بدولة". وتابع: "أما ثالث الثوابت فهو استمرار هذا الاحتضان العربي للوضع في لبنان، ورابعها التمسك بجميع الحلفاء وخصوصاً قوى الرابع عشر من آذار، وخامسها الانحياز الكامل لمنطق الدولة والشرعية ولمنطق الجيش والقوى الأمنية رافضاً كل اعتداء على الدولة وهيبتها".