يواجه أولاد كثر مشاكل في الدراسة، فيرفضون التعلّم والدرس لأسباب عدة، لتصبح بالتالي المدرسة كابوساً مزعجاً لهم، وواجباً روتينياً مملاً. غير أن ثمة بضعة أساليب تساعدهم على تخطّي هذه المشاكل، وتحثّهم على الدرس والتعلّم، وتحد من الضجر الذي يتّصف به الجو المدرسي. ما هي إذاً تلك الأساليب، وكيف تساعد الأولاد على النجاح في دروسهم؟

Ad

تظهر المشاكل الدراسية الأولى، ابتداءً من الصفوف المتوسّطة حيث تكثر الفروض المنزلية والامتحانات، ويقل وقت اللعب والتسلية، ويصعب على الولد بالتالي التأقلم مع نمط حياته الجديد. لذلك، على الأهل أن يساعدوا أولادهم في تنظيم حياتهم، وتشجيعهم على الدراسة، والحد من توتّرهم وخوفهم من المدرسة، فتفوّق الأولاد وتميّزهم ليسا أمراً مستحيلاً إذا اتّبع الوالدان الطرق السليمة للوصول إلى ذلك.

يجدر بالأهل إذاً أن يعوّدوا أبناءهم على التحلّي بالمسؤولية والتحكّم بمشاعرهم، ويحثوهم على التفكير الإيجابي والابتعاد عن سلبيات الحياة التي تعوق التعلم. كذلك، عليهم التركيز على قيمة الدراسة وهدفها، لا على العلامات المدرسية. ومن المهم أيضاً أن يتذكّروا أن بعض الأولاد يعاني صعوبة في التركيز والفهم، لذا عليهم من جهةٍ، متابعة دروس أبنائهم ومساعدتهم على القراءة والكتابة، ومن جهةٍ أخرى، مساعدتهم في التحضير للامتحانات، ذلك للحدّ من الاضطرابات والخوف الذي يرافق أولادهم طيلة فترة الامتحانات، إذ يمكنهم إعادة الدروس قبل الامتحان بأسبوع أو اثنين، ما يعزّز ثقة الولد بنفسه أكثر. بالتالي، ينصح الخبراء الأهل دائماً بمراجعة الدروس مع أولادهم، ما يوطّد علاقتهم ببعضهم البعض. لكن، أحياناً قد لا يجد الوالدان الوقت الكافي لمساعدة أولادهما في الدروس فيطلبان من معلمين اختصاصيين أن يقوموا بهذا الواجب.

فضلاً عن ذلك، على الولد أن يتّبع تقنيات عدة تسهّل عليه الفهم والتركيز في الصف كما في المنزل. مثلاً، يجدر به أن يصبر ويأخذ وقتاً كافياً عند القراءة والكتابة، ما يساعده على فهم الدرس وترسيخه في ذهنه. كذلك، عليه قراءة الدرس مراتٍ عدة كي يفهم ما الموضوع الذي يدور حوله، وتحديد الكلمات التي لم يفهمها كي يطلب من أستاذه إعادة شرحها. يُستحسن أيضاً أن يقرأ التلميذ بصوتٍ عالٍ كي يتمكّن من اكتشاف أخطائه اللفظية، وأن يعيد كتابة أخطائه اللغوية مراتٍ عدة ليتجنّب ارتكابها في المرة التالية. وإن صادف وكان الدرس طويلاً وصعبًا، على الولد تحديد المصطلحات الأساسية والتعرّف إلى النقاط الرئيسة في الدرس، ووضع خط تحتها وقراءتها مجدداً حتى تثبت في ذهنه وذاكرته، فيحاول فهمها وحفظها، فالأساس هو الأهم والتفاصيل ليست إلا معلومات إضافية.

لا شك في أن القاعدة الذهبية لتحقيق أعلى الدرجات وأفضل النتائج في أي مادة هي الحفظ، فعلى رغم أهمية الفهم في عملية المذاكرة لا بد من أن يحفظ الولد الدرس، إذ عندما يعتمد بعض التلاميذ على الفهم فحسب، لا يجد النتيجة المطلوبة، بعكس بعض الطلبة الذين يركزون على الحفظ ليحصلوا على درجات عالية. كذلك، يعتبر بعض الخبراء أن على التلميذ تحديد الأفكار والمعلومات الرئيسة لكل مقطعٍ أو جزءٍ من الدرس، ما يسمح له بفهمه أكثر ويعلّمه تنظيم عمله وتقسيم دروسه وفروضه.

يعتقد أولاد كثر أن قراءة الدرس وفهمه ومحاولة حفظه تكفي، لكن عندما يحين وقت الامتحانات، يقفون حائرين، غير قادرين على الإجابة. ويرجع ذلك إلى إهمالهم عملية التسميع وعدم إدراكهم أهميتها القصوى، فالتسميع يكشف لهم ضعفهم ويُعتبر وسيلة قوية لترسيخ المعلومات وزيادة القدرة على تذكّرها.

أخيراً، لا يُخفى علينا أن الولد يحتاج، إلى حد ما، الى عناية فائقة ومتابعة دراسية دائمة، كي ينجح لا في حياته الدراسية فحسب بل في حياته الشخصية والعملية أيضاً. لذلك، على الأهل الاعتناء بأولادهم ومساعدتهم في دروسهم وحثّهم على المثابرة والاجتهاد.