في المرمى: غسيلنا وين ننشره؟

نشر في 20-01-2011
آخر تحديث 20-01-2011 | 00:00
 عبدالكريم الشمالي أما وقد انتهت المهمة الوطنية للمنتخب الوطني لكرة القدم بعد خروجه من منافسات كأس آسيا فقد آن الأوان لمناقشة أوضاعنا الرياضية الداخلية، فنحن آثرنا خلال الفترة الماضية التي امتدت أكثر من شهرين الامتناع عن الكتابة ومناقشة الأزمة التي ستُكمل بعد شهر عامَها الرابع، تقديراً منا لظروف المنتخب الوطني ومشاركاته في بطولتي الخليج وكأس آسيا، وحتى لا نترك الفرصة للبعض من هواة «الحداق» في الماء العكر «وبالمناسبة هم كثر» لاتهامنا بالتأثير خلال تلك الفترة على الفريق أو مَن يحيطون به، أما الآن وبعد أن انتهت المهمات حُقَّ لنا ولكم العودة إلى مناقشة كل ما يتعلق بالأزمة المذكورة سواءً على صعيد اتحاد الكرة ووضعه غير الشرعي حتى اللحظة، أو تعليق النشاط الأولمبي والدولي، والصمت الحكومي حيال ذلك كله، والذي يصل أحياناً أو غالباً إلى درجة التواطؤ.

لكن قبل كل ذلك تعالوا لنبدأ اليوم بمناقشة قصة الوتر الجديد الذي أخذ يعزف عليه أنصار حزب أندية التكتل ورئيسه في خطوةٍ يعتقدون أنها قد تكون بداية لخطة يقللون فيها من اتساع رقعة النقاش، وبالتالي تحجيمه للسيطرة عليه عبر استنكار مناقشة الوضع والأزمة الرياضية الكويتية في القنوات التلفزيونية الخليجية أو العربية بحجة عدم نشر غسيلنا بالخارج، وبالتالي يجب أن تتم مناقشته محلياً وفي القنوات المحلية فقط، وهذه والله قمة السذاجة، بل والجبن أيضاً، وإلا ما الفرق بين قناة فضائية كويتية وأخرى أياً كانت هويتها؟ فالاثنتان تصلان إلى أصقاع العالم أجمع، ولا فرق بينهما إلا في الاسم ومكان البث، بل إن هناك قنوات فضائية غير كويتية تتفوق بالحرفية والمصداقية والشفافية واحترام المشاهد أكثر من العديد من القنوات الكويتية التي لا هم لها سوى تبني وجهة نظر «المعزب». لكن السؤال هنا هو، هل غسيلنا قذر وعلى قدر من الاتساخ إلى الدرجة التي أصبح مَن يتبنى أو يدعو إلى عدم نشره في الخارج يستحي منه؟ وهل سيكون مقبولاً أن ينشر غسيلنا عبر قناة كويتية؟ ولا أدري إذا ما قبلنا فكرة نشر الغسيل عبر القنوات الكويتية فقط فهل ستقوم تلك القنوات بضمان إظهاره بشكل نظيف عبر استخدام مساحيق التنظيف المعروفة؟ أم سيشترط أن يكون مسحوق الغسيل كويتياً أيضاً؟ وهل يكون مقبولاً أن تستخدم القنوات غير الكويتية كوادر كويتية لمناقشة القضية فتصبح محلية؟

ياسادة يا مَن كذبوا عليكم فأقنعوكم بأن نشر غسيلنا في الخارج عبر الفضائيات غير الكويتية جريمة وعيب، نقول لكم إن القنوات التلفزيونية المحلية لا تبث للكويتيين فقط، ومن يستقبل إرسالها لا يشترط أن يكون ساكناً ما بين العبدلي والنويصيب أو في البصرة أو الخفجي إذا كان محظوظاً شرط أن «يفر الأريل شوي»، نحن نعيش عصر الفضائيات، والحلقة التي تشاهدها الآن على التلفزيون ستجدها بعد دقائق على الإنترنت، هذا غير خدمات الرسائل القصيرة التي تنشر الخبر كانتشار النار في الهشيم، لذلك أعتقد جازماً أن مناقشة الوضع الرياضي والأزمة التي نعيشها وطريقة أو وجوب حلها وكشف المتسببين فيها هو واجب في كل وقت، ومن أي مكان وعلى أي قناة... «وشوفو وتر ثاني تعزفون عليه لحن أجمل من هذا النشاز أو شوفو طريقة تنظفون فيها الغسيل بدل ما تنشغلون وين ننشره».

بنلتي

بالمناسبة لمن «يحاتي الغسيل» نقول له: بعيداً عن القنوات الفضائية فإن جميع الصحف الكويتية بكل توجهاتها وبما يسطر على صفحاتها من «غسيل الله يعلم شنو لونه» سياسي واقتصادي ورياضي وحتى اجتماعي، لديها مواقع إلكترونية يطّلع عليها ويقرؤها القاصي والداني، فهل يجوز للصحف نشر الغسيل «ولا المطلوب نبطل ونخلي القرعة ترعى»؟!

back to top